للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس هذا الحين حين مناص، وشبهه مما يقع فيه لات (١). واغتفروا ما يلزمهم لقيام هذا الدليل، والذي يلزمهم أن "لا" بمعنى "ليس" شاذ. وجوابه أنه شاذ ما لم تدخل التاء، فإذا دخلت فليس بشاذ. ومنها: ما يلزمهم من إضمار الاسم في الحرف، لأن المعنى عندهم: ليس الحين حين مناص، والحروف لا يضمر فيها. وجوابه: أنه قد قوي شبهه بالفعل فأجرى مجراه في هذا المثال لكثرة استعماله مثله. ومنها: ما لزمهم من الإضمار قبل الذكر، لأن المعنى: ليس الحين حين مناص. وجوابه: أن مثل هذا الإضمار جائز لقيام القرينة الحالية عليه. وإذا قامت القرينة على الإضمار كان بمثابة تقدم الذكر.

وذهب بعض الناس إلى أنها "لا" التي لنفي الجنس (٢). ودليله عندهم ما ذكروه اعتراضاً على البصريين. والاعتراض عليه ما ذكره البصريون جواباً ودليلاً.

[إملاء ٨٧]

[مسائل في المنادى]

المنصوب باللازم إضماره. قال (٣): "هو أقسام منه المنادى (٤) ",. والنداء جملة إنشائية يقصد بها تنبيه من تخاطبه بأحد الحروف المخصوصة (٥). والمنادى هو الاسم المخاطب فيها. واختلف في تقديرها جملة. فمنهم من


(١) قال تعالى: "ولات حين مناص" (ص: ٣).
(٢) وهو مذهب الكوفيين. انظر الإيضاح في شرح المفصل ١/ ٣٩٩.
(٣) المفصل ص ٣٥.
(٤) قال ابن الحاجب: "لم يحده لإشكاله". الإيضاح ذ/٢٤٩. ثم قال: "والتحقيق أن يقال في حده: هو المطلوب إقباله بحرف نائب مناب أدعو لفظاً أو تقديراً. فالمطلوب إقباله جنس له ولغيره، وبحرف نائب مناب أدعو فصل. وخرج المندوب عنه بأصل الجنس فإنه ليس مطلوباً إقباله". الإيضاح ١/ ٢٤٩.
(٥) وهي: يا، أيا، هيا، وا، أي، الهمزة.

<<  <  ج: ص:  >  >>