للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يأول بذلك وهما السين وسوف. والثاني: أن "عسى" فيها معنى الانشاء، والسين وسوف مع ما بعدهما يستقلان جملة خبرية، بخلاف "أن" مع فعلها، فإنها لا تستقل جملة أصلا، فكان وقوع ما لا تكون فيه في الظاهر منافاة بينه وبين ما هو في حيزه أولى من وقوع ما بينهما المنافاة وهما الانشاء والخبر (١). أما امتناع "لا" و"لن" فواضح، لأنهما للنفي، وهذه للإثبات، وهما متنافيان.

[إملاء ١٩٠]

[حذف الفاء من جواب الشرط]

وقال: قوله:

من يفعل الحسنات الله يشكرها (٢)

الفاء محذوفة في الشذوذ لضرورة الشعر، وهو مذهب سيبويه (٣).


(١) قال أبو البركات الأنباري: "فإن قي: فلم أدخلت أن؟ قيل: لأن (عسى) وضعت لمقارنة الاستقبال، و (أن) إذا دخلت على الفعل المضارع أخلصته للاستقبال، فلما كانت (عسى) موضوعة لمقارنة الاستقبال و (أن) تخلص الفعل للاستقبال، ألزموا الفعل الذي وضع لمقارنة الاستقبال (أن) التي هي علم الاستقبال". أسرار العربية ص ١٢٧.
(٢) هذا صدر بيت من البسيط وعجزه: والشر بالشر عند الله سيان، وقد اختلف في قائله. فقد نسبه سيبويه لحسان وليس في ديوانه، الكتاب ٣/ ٦٥. ونسبه المبرد لعبد الرحمن بن حسان، المقتضب ٢/ ٧٢. ونسبه ابن السيرافي لكعب بن مالك، شرح أبيات سيبويه ٢/ ١١٤، وهو موجود في ديوانه ص ٢٨٨. وانظر: الخصائص ٢/ ٢٨١، والمقرب ١/ ٢٧٦، والرضي ٢/ ٢٥٦، وابن يعيش ٩/ ٣. والشاهد فيه حذف الفاء من جواب الشرط ضرورة وتقديره: فالله يشكرها.
(٣) الكتاب ٣/ ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>