للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا نعتاً، وليس كذلك. وأجاب عن ذلك (١): بأن هذا وقع في بعض صور البدل. اتفاقاً من قضية عقلية وهو كون العلم لابد له من محل ولا محل إلا زيد. وأما قولنا: أعجبني زيد ثوبه وأعجبني زيد يده وما أشبههما من المسائل، ليس فيها ذلك، فينبغي أن تكون المسائل كلها واحدة، وهو أن الإعجاب إنما نسب إلى الثاني والأول على سبيل التمهيد، وإن أخذت الدلالة على ما ذكر أولا من قضية عقلية. ولهذا يحد البدل بحد يشمل هذه المسائل كلها وهو قولنا: تابع مقصود بما نسب إلى المتبوع دونه، يعني دون المتبوع. وقولنا: مقصود، يدخل فيه العطف بالحرف فأخرجناه بقولنا: بما نسب إلى المتبوع دونه.

[إملاء ٨]

[المعطوف الممتنع دخول "يا" عليه]

وقال أيضاً ممليا بدمشق سنة عشرين في قوله (٢): "والخليل في المعطوف يختار الرفع وأبو عمرو النصب، وأبو العباس إن كان كالحسن فكالخليل وإلا فكأبي عمرو" (٣). قال: يعني المعطوف الممتنع دخول "يا" عليه وهو الذي وقع الكلام عليه ههنا نحو قولك: الحسن والضحاك والصعق (٤) والثريا. وفيه وجهان كغيره: الرفع على اللفظ والنصب على المحل، وتوجيههما ظاهر.

والخليل يختار الرفع تشبيها له بالمعطوف المجرد عن اللام كقولك: يا


(١) وأجاب عن ذلك سقطت هذه العبارة من د.
(٢) الكافية صفحة ٥.
(٣) انظر: سيبويه ٢/ ١٨٧، والمقتضب ٤/ ٢١٢، والإملاء (٤) من مسائل الخلاف.
(٤) قال ابن منظور: "والصعق صفة نقع على كل من أصابه الصعق. ولكنه غلب عليه حتى صار بمنزلة زيد وعمرو علماً". اللسان (صعق). وقال الزمخشري: "ثم غلب النجم على الثريا والصعق على خويلد بن ثقيل بن عمرو بن كلاب". المفصل ص ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>