للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما على قراءة الحسن البصري (١) وهو ينصب (يوم الزينة)، فيجوز أن يكون موعدكم بمعنى: وعدكم، ويوم الزينة: خبره، متعلقة محذوف، أي: حاصل يوم الزينة وحشر الناس. ويجوز أن يكون على حذف مضاف، أي: وقت وعدكم يوم الزينة، فيكون (يوم الزينة) منصوباً بموعد، لأنه مصدر، وضحى هو الخبر، أي: وقت وعدكم في هذا اليوم هو هذا الوقت، ولا ينبغي أن يكون موعدكم اسما للزمان، فإنه حينئذ لا يعمل في يوم الزينة، ولا يقع خبرا عنه من حيث إنهما زمانان إلا على معنى الجزئية، كما تقول: زمان ضربي يوم الجمعة، كأنه لما كان جزءه صار كأنه حاصل فيه فعلى هذا يكون (يوم الزينة) خبرا للموعد الذي هو وقت. و (ضحى) على قراءة الحسن البصري على الوجه الأول منصوب بـ (يحشر)، وعلى الوجه الثاني يكون مرفوعاً. والله أعلم بالصواب.

[إملاء ٩٩]

[إعراب قوله تعالى: {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم}]

وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة إحدى وعشرين على قوله تعالى: {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم} (٢). إلى قوله: {وثامنهم كلبهم}.

قال: يجوز أن يكون (رابعهم كلبهم) جملة ابتدائية صفة لثلاثة، و (ثلاثة) خبر مبتدأ محذوف.

ولا يجوز أن يكون (كلبهم) مرفوعاً برابعهم، لأن المراد به المضي (٣).


(١) هو الحسن بن أبي الحسن أبو سعيد البصري. إمام زمانه علماً وعملاً. وروى عنه أبو عمرو بن العلاء. وهو أحد القراء العشرة. ولد سنة ٢١ هـ وتوفي ١١١ هـ. انظر غاية النهاية في طبقات القراء ١/ ٢٣٤.
(٢) الكهف ٢٢.
(٣) قال الزمخشري: "ويشترط في إعمال اسم الفاعل أن يكون في معنى الحال أو الاستقبال أو أدخلت عليه الألف واللام". المفصل ص ٢٢٨. وأجاز الكسائي إعماله إذا أريد به المضي.

<<  <  ج: ص:  >  >>