للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجوز أن يكون الضمير في قوله: (هو) ضمير الوداد (١) دل عليه (يود) كقوله: {اعدلوا هو أقرب للتقوى} (٢)، هو: ضمير العدل. ويكون (بمزحزحه) الخبر، و (أن يعمر) مفعول من أجله، معمول لقوله (بمزحزحه)، لا بمعنى النفي لئلا يفسد المعنى. فيكون المعنى (٣): وما وداده بمزحزحه من العذاب من أجل أن يعمر، رداً على من توهم أن الوداد بزحزح عن العذاب لأجل التعمير، فرد هذا المتوهم بإدخال حرف النفي عليه. ولو جعل معمولا للنفي لوجب أن يكون النفي معللا بالتعمير، وهو فاسد لأنه ليس بثابت. ثم لو كان ثابتاً لم يصح التعليل به لأن الانتفاء محقق على كل حال.

ويجوز أن يكون الضمير ضمير التعمير، ويكون (أن يعمر) بدلا منه (٤)، و (بمزحزحه) الخبر، وهو بدل الكل من الكل.

ويجوز أن يكون الضمير (٥) ضمير الشأن (٦)، وما بعده مبتدأ وخبر تفسير له، في موضع الخبر لما، أو خبر المبتدأ على اللغتين. والله أعلم بالصواب.

[إملاء ٩٠]

[إعراب قوله تعالى: "فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"]

وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة تسع عشرة على قوله تعالى: "إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" (٧):


(١) في د: الواد. والصواب ما أثبتناه، لأن المقصود المصدر.
(٢) المائدة: ٨.
(٣) فيكون المعنى: سقطت من م.
(٤) ذكره القرطبي ٢/ ٣٤.
(٥) الضمير: سقطت من م.
(٦) قال القرطبي: "وقالت طائفة هو ضمير الأمر والشأن". ٢/ ٣٤.
(٧) يونس: ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>