للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه (١) جملة لا ضمر فيها. وكذلك قوله: {القارعة. ما القارعة} (٢). فالجواب: أما ضمير الشان فالجملة هي المبتدأ في المعنى، والضمير أتي به في مثل قولهم: زيد أبوه قائم، ليحصل الربط بين الأول والثاني، وإلا كان أجنبيا فلا يحتاج إلى ضمير. وأما: {القارعة ما القارعة}، وضبهه، فأوقع الظاهر ههنا موقع المضمر لتعظيم الأمر مثل قولهم:

لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغص الموت ذا الغنى والفقيرا (٣)

[إملاء ١٤٨]

[على بناء "لدن" مع الإضافة]

وقال ممليا: إنما بنيت "لدن" مع الإضافة ولم تبن قبل وبعد إلا عند الاقتطاع (٤). لأن من جملة لغات "لدن": لد، وهي موضوعة وضع الحروف، فبنيت كما بنيت "مذ" الاسمية و"عن" الاسمية و"كم" "ومن". وليس كذلك قبل وبعد وعند، وإن كانت "لدن" بمعنى عند؛ لأن هذه لم توضع وضع الحروف (٥). ولأحكام لا تثبت بالعلل، وإنما التعليل للواقع، وهذا تعليل مناسب والحكم ثبت على وفقه فيصح التعليل به.


(١) وردت هذه الكلمة هكذا في جميع النسخ، والصواب أن تكون: فهذه.
(٢) القارعة: ١،٢.
(٣) سبق الحديث عنه في الإملاء (٢٨) من الأمالي القرأنية. ص: ١٥٣.
(٤) أي: إذا نوي معنى المضاف إليه دون لفظه.
(٥) قال سيبويه: "وجزمت لدن ولم تجعل كعند لأنها لا تمكن في الكلام تمكن عند، ولا تقع في جميع مواقعه، فجعل بمنزلة قط لأنها غير متمكنة" الكتاب ٣/ ٢٨٦. وقال الرضي: "فالوجه إذن في بناء لدن أن يقال إنه زاد على سائر الظروف غير المتصرفة في عدم التصرف بكونه مع عدم تصرفه لازما لمعنى الابتداء فتوغل في مشابهة الحرف دونها". شرح الكافية ٢/ ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>