للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إملاء ٧٩]

[مجيء العلم الثلاثي الساكن الوسط منصرفا وغير منصرف]

وقال أيضاً ممليا على قول الشاعر في المفصل (١)

لم تتلفع بفضل مئزرها ... دعد ولم تسق دعد في العلب (٢)

لفع رأسه تلفيعا أي: غطاه. ولفعت المزادة أيضاً قلبتها. وتلقعت المرأة بمرطها (٣) أي: تلحفت به. واللفاع ما يتلفع به. ومعناه: أن هذه عندها رفاهية وليست كغيرها تغتذي فيما يحلب فيه، بل لها إناء غيره تسقي فيه أو تغتذي فيه. ولا تتستر بفضل مئزرها في أنها تشده في وسطها وتعمل فاضلة على رأسها، بل لها شيء آخر تلفع به رأسها. وإنما يتلفع بفضل مأزرهن البدويات والإماء الماهنات الممتهنات.

وقيل: إن هذه لم تسق اللبن لا في علبة ولا في غيرها لأنها متحضرة. وإنما يشرب اللبن أهل البدو لأنهم لا يكادون يجدون الماء. وموضع الاستشهاد ظاهر. والعلب جمع علبة، وهو محلب من جلد. ويقال في جمعه أيضاً علاب.


(١) ص ١٧.
(٢) هذا البيت من المسرح. قيل: لعبيد الله بن قيس الرقيات. انظر ملحقات ديوانه ص ١٨٧. وقيل: لجرير. انظر الأشعار المنسوبة إليه في ديوانه ٢/ ١٠٢١. وهو من شواهد سيبويه ٣/ ٢٤١، والكامل ١/ ١٨٣، والخصائص ٣/ ٦١. والشاهد فيه مجيء العلم الثلاثي الساكن الوسط منصرفاً وغير منصرف.
(٣) المرط: كساء من خز أو صوف. اللسان (مرط).

<<  <  ج: ص:  >  >>