للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدس ما لعباد عليك إمارة ... أمنت وهذا تحملين طليق (١)

معناه: أنه لما أمر الخليفة بتخليصه من حبس عباد وإركابه وتسيره أنشد مخاطباً لدابته في أنه لم يبق لعباد عليه حكم. وقال: أمنت، يعني من حكم عباد. وإذا لم يكن له حكم على دابته فلئلا يكون عليه حكم أولى. وقال: وهذا تحملين طليق، يعني نفسه. وموضع استشهاده ظاهر.

[إملاء ١٠٠]

[رفع الفاعل بفعل مضمر]

وقال أيضاً مملياً على قول الشاعر (٢):

لبيك يزيد ضارع لخصومة ... ومختبط مما تطيح الطوائح (٣)

معناه: أن هذا الممدوح الذي هو يزيد كان رجلاً عظيماً، يقصد في النصر وفي العطاء. فيقصده الضارع للخصومة لينصره وهو المائل إليها. ويقصده المختبط مما تطيح الطوائح، وهو الذي أصابته شدة السنين. والطوائح: الشدائد، يقصده ليدفع عنه بالعطاء شدة ما أصابه من ذلك، فوصفه بالنصر والكرم. و"ما" في قولك (٤): "مما تطيح"، مصدرية، و"من"


(١) سبق الكلام عنه في الإملاء (٦٦) من هذا القسم. ص:٣٦٣.
(٢) ص ٢٢.
(٣) هذا البيت من البحر الطويل وقد اختلف في قائله. وهو من شواهد سيبويه ١/ ٢٨٨ ونسبه للحارث بن نهيك. والمقتضب ٣/ ٢٨٢. والرضي ١/ ٧٥. والخزانة ١/ ١٤٧ ونسبه البغدادي لنهشل بن حري. والدرر ١/ ١٤٢ ونسبه لضرار بن نهشل. والحماسة البصرية ١/ ٢٦٩ ونسبه للحارث بن ضرار النشهلي. والشاهد فيه رفع (ضارع) بإضمار فعل دل عليه ما قبله. كأنه حين قال: لبيك يزيد، قيل: فمن يبكيه؟ فقال: ضارع. وقد أوضح المؤلف معناه.
(٤) وردت هذه الكلمة هكذا في جميع النسخ. والصواب أن تكون: قوله.

<<  <  ج: ص:  >  >>