للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إملاء ١٤٩]

[الجملة المنفية الواقعة حالا]

وقال ممليا: الجملة المنفية الواقعة جالا إما بما وإما بلا، وكلاهما يجوز الإتيان فيها بالواو، ويجوز أن لا يؤتي بها، إلا أن الواو مع "ما" أكثر منه مع "لا" (١). وسر ذلك أن "لا" مع المضارع كالمضارع مجردا، فأجري مجراه. ألا ترى أنك تقول: إن تكرمنى أكرمك، وإن تكرمنى لا أكرمك، بغير "ما" فيهما. ولا تقول: إن تكرمني ما أكرمك، ولا بد من الفاء لأنها لم تجعل مع المضارع لمجرد النفي حتى تنزل منزلته، ولذلك قالوا: أريد أن لا تقوم، ولم يقولوا: أريد أن ما تقوم، ونحوه.

[إملاء ١٥٠]

[الأسماء المبنية لا تنون للضرورة]

وقال ممليا: الأسماء المبنية لا تنون للضرورة، لأن التنوين فرع الإعراب وهي لا يدخلها الإعراب، فلا يدخلها التنوين. أما غير تنوين التمكين (٢)


(١) وقد خالف الرضي ابن الحاجب في جواز الإتيان بالواو مع المضارع المنفي بما. قال: "وإذا انتفى المضارع بلفظ ما لم يدخله الواو، لأن المضارع المجرد يصلح للحال، فكيف لا إذا انضم مع ما يدل بظاهره على الحال وهو ما، فعلى هذا ينبغي أن يلزمه الضمير. وإذا انتفى المضارع بلا لزمه الضمير كما يلزم المضارع المثبت على ما ذهب إليه النحاة. والأغلب تجرده عن الواو كالمثبت". شرح الكافية ١/ ٢١٣. والذي قاله ابن الحاجب قد نص عليه الزمخشري. قال: "فالمثبت بغير واو، وقد جاء في المنفى الأمران". المفصل ص٦٤.
(٢) تنوين التمكين: هو التنوين اللاحق للاسم المعرب المنصرف إعلاما ببقائه على أصله، وأنه لم يشبه الحرف فيبنى، ولا الفعل فيمنع الصرف. ويسمى تنوين الأمكنية وتنوين الصرف، وذلك كرجل وزيد. انظر: مغني اللبيب ١/ ٣٧٦ (دمشق).

<<  <  ج: ص:  >  >>