للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين} (١): الأحسن أن يكون الضمير في قوله: من قبله، يعود على الهدى (٢)، لما دل عليه قوله: هداكم. الكاف نعت لمصدر محذوف، أي: ذكرا مثل ما هداكم (٣)، وإن كان الفاعلان خاصين باعتبار أمر عام اشتركا فيه وهو الاحسان، كأنه قيل: أحسنوا كما أحسن إليكم، مثل قوله: {وأحسن كما أحسن الله إليك} (٤) إلا أنه عدل عن العام الى الخاص لقصد تفهيم خوصوصية المطلوب، وتنبيها على خصوصية السبب. والله أعلم بالصواب.

[إملاء ٦٨]

[وجه دخول أن المخففة على "ليس" و"عسى"]

وقال أيضا ممليا بدمشق سنة إحدى وعشرين على قوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} (٥). {وأن عسى أن يكون قد أقترب أجلهم} (٦): (أن) في الموضعين مخففة من الثقيلة. ولا يجوز التعويض فيها، وإن كانت إنما دخلت على الفعل، لأمور: أحدها: أ، هـ لا يصح دخول حرف التعويض عليها بوجه ما، فلم يجز إدخالها عليها ههنا. أما امتناع السين وسوف ولا فلأنها حروف استقبل وهذه ماضية. وأما امتناع "قد" في "ليس" فلأنها لتقريب الماضي من الحال، و"ليس" لنفس الحال، ولأن معناها الاثبات، و"ليس" نفي، فكانا متضادين. فإن قلت: فقد قالوا: قد انتفى الشيء،


(١) البقرة: ١٩٨.
(٢) قاله ابن عطية. المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ١/ ٥٦٠.
(٣) نص عليه النحاس. إعراب القرآن ١/ ٢٤٧.
(٤) القصص: ٧٧.
(٥) النجم: ٣٩.
(٦) الأعراف: ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>