للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إثباتها بذلك من التقدير أحسن من الحذف. والوجه أن الوجهين سائغان، لأنه ثبت ذلك في لغتهم (١). فمن قصد إلى إثبات الفعل في ذلك الوقت من غير تعرض لمفاجأة حذفها، ومن قصد إلى معنى المفاجأة بالتعبير عنه أثبتها. فلا وجه إذن لترجيح أحد الأمرين على الآخر، لأنهما معنيان صحيحان يقصدان بمثابة قولك: خرجت وزيد بالباب، وخرجت فإذا زيد بالباب، ولا شك. إلا أن البيت الذي أنشده الأصمعي جاء على حذفها، ولا دليل إذا ثبت الوجه الآخر وثبت أنهما معنيان في ذلك على الترجيح.

ومعلق وفضه: نصب على الحال من الضمير في "أتانا".

[إملاء ٥٤]

[إعراب بيت لكعب بن زهير]

وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة ثلاث وعشرين على قول الشاعر في المفصل (٢) وهو:

صبحنا الخزرجية مرهفات ... أبار ذوي أرومتها ذووها (٣)

صبحناهم أي: سقيناهم، من الصبوح، وهو شرب الغداة، وهو نقيض


(١) قال ابن الحاجب: "والجميع جيد، ألا ترى أنك تقول: إن تكرمني إذا أنا أكرمك. ولم يدل ذلك على أن الإسقاط أفصح، قال الله تعالى: "وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقطنون" على ما ذكره". الإيضاح ١/ ٥١٤.
(٢) ص: ١٠٩.
(٣) البيت من الوافر وقائله كعب بن زهير. انظر شرح ديوانه ص ٢١٢ "صنعة الإمام أبي سعيد السكري). وهو من شواهد المقرب ١/ ٢١١. والهمع ٢/ ٥٠. وانظر ديوان الحماسة لأبي تمام ١/ ٤٠٧ (مطبعة السعادة). المرهفات: السيوف القواطع. والشاهد فيه إضافة ذو إلى الضمير على الشذوذ، وهو إنما يضاف إلى اسم جنس ظاهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>