للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إملاء ١٥٨]

[علة بناء كيت على الضم]

وقال: إنما بنيت "كيت وكيت" على الضم (١) لأنها كناية عما أحد جزئية مضموم، وهو إما الجملة الاسمية أو الفعلية، وعلة بنائها واضح (٢).

[إملاء ١٥٩]

[الإنشاء يدل على الحال ولا يدل على الزمان]

وقال لما ورد على حد الاسم: نعم وبئس (٣). وأجاب عنه بأنها في أصل وضها دالة على الحدث والزمان، وإنما نقلا إلى معنى الإنشاء، والإنشاء لا دلالة له على الزمان: ما المانع من أن يكون "نعم وبئس" الإنشائيان وما اشبههما من الإنشاءات دالا على الحال؟ ولا بعد في ذلك، فإن قرينة الإنشاء ههنا دالة على الحال كما في قولنا: إن قام زيد قمت، مستقبل من حيث القرينة الشرطية الداخلة عليه، وكذلك قولهم: لم يقم، فإنه قبل وجود "لم" مستقبل، فلما دخلت "لم" قلبت معناه إلى المضي. فلا يرد إذن على حد الاسم الذي هو: ما دل على معنى في نفسه دلالة مجردة عن الافتران.


(١) قال الزمخشري: "وقد جاء فيهما الفتح والكسر والضم". المفصل ص ١٨٣.
(٢) قال ابن الحاجب: "وأما كيت وذيت فعلة بنائهما أنهما كنايتان عن الجمل، والجمل مبنية باعتبار الجملية، فنبت تشبيها لها بما كنى بها عنه". الإيضاح ١/ ٥٢٥. واظر الإملاء (٤٤) من الأمالي المطلقة. ص: ٧٣٠.
(٣) اختلف النحويون في نعم وبئس، هل هما فعلان، أواسمان؟ فذهب البصريون إلى أنهما فعلان ماضيان لا يتصرفان واستدلوا على ذلك بأن الضمير يتصل بهما وأن تاء التأنيث تتصل بهما وأنهما مبنيان على الفتح كالأفعال الماضية. وذهب الكوفيون إلى أنهما اسمان، واستدلوا على ذلك بدخول حرف الجر عليهما، وأنهما يناديان، وأنه لا يحسن اقتران الزمان بمهما كسائر الأفعال، وأنهما لا يتصرفان. انظر أسرار العربية لا بن الأنباري ص٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>