للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لتغير المعنى، لأنك إذا لت: هل جاءك رجل إلا زيد؟، فمعناه: أخبرني عن غير زيد، فلا يستقيم ههنا السؤال عن غير الضلال، إذ لا شيء بعد الحق غيره. والله أعلم بالصواب.

[إملاء ٥٥]

[توجيه قراءة قوله تعالى: {ولا تتبعان}]

وقال مملياً بدمشق سنة اثنتين وعشرين على قوله تعالى: {فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون} (١):

روي عن ابن ذكوان تشديد التاس وتخفيف النون (٢). وروي عنه تخفيف التاء وإسكانها وفتح الباء وتشديد النون من تبع يتبع، وليس فيه إشكال، وإنما الإشكال في تخفيف النون. ووجهه أن (لا) نافية، والفعل مرفوع على وجهين: أحدهما: أن تكون جملة خبرية، معناها النهي، كقوله تعالى: {تؤمنون بالله ورسوله} (٣) و {لا تعبدون إلا الله} (٤). والمعنى على الأمر والنهي، وعطف جملة خبرية معناها النهي على جملة معناها الطلب. والوجه الثاني: أن تكون الواو واو الحال، أي: استقيما غير متبعين. والجملة النفيية الفعلية يجوز أن تأتي بالواو وبغير واو. وقول من قال: إنها نهيية (٥) وإن النون نون التأكيد


(١) يونس: ٨٩.
(٢) انظر إملاء ما من به الرحمن ٢/ ٣٣، والكشاف ٢/ ٢٥١، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ٨/ ٣٧٦.
(٣) الصف: ١١.
(٤) البقرة: ٨٣.
(٥) وهو مذهب أبي جعفر النحاس. انظر إعراب القرآن ٢/ ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>