للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو قلت: زيد مثل عمرو جالسا قاعدا، لنافر الطبع السليم لما ذكرناه. وهذا مثل قولهم: هذا بسرا أطيب منه رطبا (١). وكذلك لو كانت الحال في المعنى للأول خاصة وليس للثاني حال لكان الوجه تقديمها، ومثله قول بعض المحدثين:

الخد كالطرس والنونات دائره مثل الحواجب (٢)

فـ " دائرة" في التحقيق حال من الضمير في "مثل" العائد على النونات، وقدم لما ذكرناه. وجاز تقديم الحال العامل فيها "مثل" لأنها في معنى ممائل، و"مماثل" يجوز تقديم حاله اتفاقا، وكذلك هذا. والرفع في هذا الشعر أحسن لاستقرار المخبر عنه على حالة واحدة، والأحوال إنما تكون للقابل للانتقال إليها.

[إملاء ١٤]

[إعراب قولهم: بنفسي خيال]

وقال ممليا [بدمشق سنة ست وعشرين وستمائة] (٣): قولهم: بنفسي خيال، وبابه. الرفع فيه أقوى من جهة النقل ومن جهة المعنى. أما النقل فالمسموع: بأبي أنت، ولو كان مفعولا لوجب أن يقال: بأبي إياك، وأما من جهة المعنى فلأن المقدر في النصب جملة والمقدر في الرفع مفرد، فكان تقدير المفرد أولى. ويدل عليه إطباقهم على الرفع في قولهم: الهلال ولله والمسك، ولو نصب على معنى: رأيت الهلال وشممت المسك، لكان متجها (٤). وأيضا فإن باب الابتداء يدل على ثبوت الشيء وتقريره، وباب الفعل


(١) انظر سيبويه ١/ ٤٠٠، والمفصل ص٦٣، والإيضاح في شرح المفصل١/ ٣٣٥.
(٢) لم أعثر على قائله. ومعنى الطرس: الصحيفة. والنونات: الشعر المنعطف.
(٣) زيادة من "ب" و"د".
(٤) انظر المفصل ص٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>