للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسن الوجه، ولو كانت الألف واللام تقوم مقام الضمير لم يكن ضعيفا. ولا يحسن أن يقال: لو كانت الألف واللام عوضا عن الضمير لجاز: مررت بامرأة حسنة وجهها، كما جاز مررت بامرأة حسنة الوجه، لأنا نقول به على مذهب سيبويه (١)، وإنما يقول هذا من يرى امتناع المسألة. والله أعلم بالصواب.

[إملاء ٧٧]

[إعادة الظاهر بدلا من الضمير في قوله تعالى: {وكانت الجبال كثيبا مهيلا}]

وقال أيضا ممليا بدمشق سنة ثلاث وعشرين على قوله تعالى: {يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا} (٢): إنما أعيد لفظ الجبال، والقياس الإضمار، لتقدم ذكرها. فقال: هذا مثل ما ذكرناه في قوله في (آلم السجدة) في أحد الوجهين، وهو قوله: {كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار} (٣)، وهو أن الآيتين سيقتا للتخويف والتنبيه على عظم الأمر، فإعادة الظاهر أبلغ. وأيضا لو لم تذكر الجبال لكان الضمير محتملا أن يعود على الأرض، فذكرت الجبال بظاهر دفعا لهذا الاحتمال. والله أعلم بالصواب.


(١) انظر الكتاب ١/ ١٩٩.
(٢) المزمل: ١٤.
(٣) السجدة: ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>