للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقدم على فعله، فغير مستقيم أصلا، لأنه يؤدي إلى تقدم الفعل الذي هو خبر عن المبتدأ عليه، وإلى خلو الفعل عن ضمير من هو له، وهو غير سائغ. وأما قول بعض المتأخرين:

أبين جفنيك رام من بني ثعل ... ام ليس تخطى الرمايا أسهم المقل (١)

ففي "ليس" ضمير الشأن، و" يخطي الرمايا" فعل ومفعول وفاعل، قدم فيه المفعول على الفاعل. ولا بستقيم أن يكون " أسهم المقل" اسما لـ "ليس" ولا مبتدأ، على أن يكون في "ليس" ضمير الشأن، لأنه يؤدي إلى تقديم الفعل الذي هو خبر المبتدأ عليه. ولو ساغ ذلك لساغ أن يكون "زيد" في: قام زيد، مبتدأ، خبره ما تقدم عليه من قولك: قام ولم يصر إليه أحد من المحققين ووجهه ما فهم عن العرب من التزامهم حذف الضمير في مثل قولهم: قام الزيدان وقام الزيدون. ولو كان مبتدأ لوجب أن يقال: قاما الزيدان وقاموا الزيدون، لأن خبر المبتدأ إذا كان جملة لا ينفك عن ضمير يعود على المبتدأ، ولما لم يقل ذلك دل على أنهم التزموا في الفعل إذا كان خبرا ألا يقدم، فإذا وقع فعل مقدم فالاسم بعده فاعل لا مبتدأ على ما بقرر.

[إملاء ٣١]

[معنى وإعراب بيت لعمرو بن ملقط]

وقال ممليا على قول عمرو بن ملقط الجاهلي (٢):


(١) هذا البيت من البحر البسيط. ولم أعثر له على قائل. وثعل: أبو حي من طيء، وهو ثعل بن عمرو أخو نبهان. الصحاح (ثعل). والظاهر أن هذا الحي كان مشهورا بالرماية. والمقل: جمع مقلة، وهي شحمة العين التي تجمع البياض والسواد. الصحاح (مقل).
(٢) في ب: جاهلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>