للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عطفا عليها إذا كانت منصوبة، وهذا عطف على عاملين (١). واستشهد أيضاً بالبيت المذكور، وبقولهم: ما كل سوداء تمرة ولا بيضاء شحمة (٢). ومنه قوله عند هؤلاء: {للذين أحسنوا الحسنى} (٣)، ثم قال: {والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها} (٤).

وسيبويه يتأول ذلك كله فراراً من العطف على عاملين. فتأول البيت كما ذكر، وكذلك: ما كل سوداء (٥)، وما مثل أخيك ولا أبيك. وتأول: {اختلاف الليل والنهار}، على أنه هو المعطوف وحده، و (آيات) جرى تأكيدا للأول كما تقول: جاءني زيد زيد، فتكرار (آيات) كتكرار زيد. ويتأول قوله: {والذين كسبوا السيئات}، على أنه مبتدأ خبره: (جزاء سيئة بمثلها)، أي: لهم جزاء سيئة، فيكون قد عطف جملة على جملة، وغيره لا يحتاج إلى شيء من هذه التأويلات كلها لتجويزه هذا النوع من العطف على عاملين، فيحمل الباب كله على ظاهره من غير تأويل.

[إملاء ٨]

[الترخيم في غير النداء]

وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة ثماني عشرة على قول الزمخشري في مفصله (٦):


(١) انظر إملاء (١٨) من الأمالي القرآنية. ص: ١٣٤.
(٢) قال ابن يعيش: "موضع الشاهد أن ترفع (كل) بما)، وتخفض سوداء بالإضافة، والفتحة علامة الخفض لأنه لا ينصرف، وثمرة منصوب لأنه خبر ما، وبيضاء مخفوض أيضاً على تقدير كل". شرح المفصل ٣/ ٢٧.
(٣) يونس: ٢٦.
(٤) يونس: ٢٧.
(٥) قال سيبويه: "ما كل سوداء تمرة ولا بيضاء شحمة. وإن شئت نصبت شحمة، وبيضاء في موضع جر كأنك أظهرت كل، فقلت: ولا كل بيضاء". الكتاب ١/ ٦٥.
(٦) ص ٢٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>