للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقرآن مبرأ من ذلك، لأنه لا يستقيم فيه نوع من أنواع البدل، وذلك واضح. فالوجه أن يقال: إنه مفعول (تشرك)، ولو جعل (تشرك) بمعنى: تكفر، وجعلت (ما) نكرة موصوفة أو بمعنى الذي، بمعنى: كفراً أو الكفر، ويكون نصباً على المصدر، لكان وجهاً حسناً، والله أعلم بالصواب.

[إملاء ٥٩]

[ضعف قراءة ابن عامر وعاصم لقوله تعالى: {وكذلك ننجي المؤمنين}]

وقال أيضاً ممليا بدمشق سنة إحدى وعشرين على قوله تعالى: {فاستجبنا له فنجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} (١):

على قراءة ابن عامر وعاصم لا يظهر فيها وجه مستقيم (٢). فمن وجهها على أنه ماض بني لما لم يسم فاعله فضعيف من حيث أسكنت الياء ومن حيث نصب المفعول به الصريح وأقيم المصدر لما لم يسم فاعله مقام فاعله. ومن وجهها على أنه مضارع "أنجي" أدغمت النون في الجيم فضعيف من حيث إن النون لم يثبت إدغامها في الجيم، وإنما تخفي فيها لا تدغم، فإدغامها فيها بعيد. ومن وجهها على أنه مضارع "نجي" لزمه حذف النون الثانية (٣)، ومثلها لا تحذف، فلا يقال في مضارع "نسى": نسى، ولا في مضارع "نزل": نزل. وتشبيههم إياها بالتاءين (٤) في "تتفعل" و"تتفاعل" غير مستقيم لاختلاف الحركات


(١) الأنبياء: ٨٨.
(٢) قال الفراء: "وقد قرأ عاصم نجي بنون واحدة، ونصب المؤمنين". معاني القرآن ٢/ ٢١٠.
(٣) قال ابن جني: "ولأنه عندنا على حذف إحدى نوني ننجي. ويشهد أيضاً لذلك سكون لام (نجى). ولو كان ماضياً لانفتحت اللام إلا في الضرورة". الخصائص ١/ ٣٩٨.
(٤) في م: بالتاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>