للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت له لا تبك عينك إنما ... نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا (١)

أما النصب فإنه فإنه أخبر بمحاولة الملك، وجعل الموت غاية له، والعذر مسبب عنه، لن المعنى: إلى أن نموت فنعذر، وهو ظاهر في تسليته صاحبه عن بكائه.

وأما الرفع فإنه أخبره بحصول أحد الأمرين لا ينفك عن أحدهما، وهو محاولة الملك أو الموت، إما على سبيل المبالغة في أنه لا ينفك عن أحدهما، كما لا ينفك الجوهر عن أن يكون متحركاً أو ساكناً، فلا يلزم تقدير شك، لأن المعنى: أنه قد ثبت عنده، وعلم أنه لا ينفك عن أحد (٢) هذين الأمرين. وإما على معنى الإخبار بأنه يكون إما على هذا وإما على هذا، فيكون على الشك في حصول كل واحد منهما في كل زمان يقدره إلى الموت، لا في حصول كل واحد منهما بعده، فإن ذلك معلوم من ضرورات الوجود، فلا حاجة إلى التكلف في الجواب عن تقديره.

[إملاء ٢٦]

[الرد على الزمخشري في تجويزه جزم مضارع ونصبه]

وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة ثماني عشرة على قول الشاعر في المفصل (٣):


(١) البيت من الطويل وهو لامرئ القيس. انظر ديوانه صفحة ٩٥ (بيروت). وهو في شواهد سيبويه ٣/ ٤٧، والمقتضب ٢/ ٢٨، والخصائص ١/ ٢٦٣، وابن يعيش ٧/ ٢٢. والشاهد فيه جواز رفع (نموت) على أحد وجهين: عطفه على (نحاول) أو قطعه. قال سيبويه: "ولو رفعت لكان عربياً جائزاً على وجهين: على أن تشرك بين الأول والآخر، وعلى أن يكون مبتدأ مقطوعاً من الأول، بمعنى: أو نحن ممن يموت". الكتاب ٣/ ٤٧.
(٢) أحد: سقطت من د.
(٣) صفحة: ٢٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>