للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: أشجاه طاسمه، تقرير للمعنى الذي يكون به الربع معينا على الإسعاد وهو الاخبار عن كونه مشجيا إذا كان طاسما. وكلها تعسفات لما يلزم من تقديم متعلق المصدر عليه أو الفصل بين المبتدأ وخبره (١) بالأجنبي الذي هو: كالربع، على تأويل: أو أشجاه طاسمه، على كل تأويل. وقوله: والدمع أشفاه ساجمه، مما يقوي هذا المعنى، ويقرر أنه أراد بالإسعاد ما يعين على البكاء والشجا، فلذلك جعل غزارة الدمع شافية، فيقوي أن يكون المعنى بقوله عن الربع: أشجاه طاسمه، تقرير أن طسمه مسعد لكونه يؤدي إلى الشجا المتضمن لغزارة الدمع التي جعلها شافية، ولا إسعاد أبلغ مما يؤدي إلى الشفاء، وهذا يضعف من يزعم أن قوله: كالربع، خبر المبتدأ (٢)، على معنى أنه أهبر عن وفائهما بالإسعاد، أنه مثل الربع في دثوره وذهابه، أي: بعيد منكما داثر مبك لدثوره وعدمه كالربع في دثوره وإبكائه (٣).

[إملاء ٣]

[معنى وإعراب بيت للمتنبي]

وقال أيضا ممليا على قول المتنبي [بدمشق سنة عشرين] (٤):

جللا كما بي فليك التبريح ... أغذاء ذا الرشا الأغن الشيح (٥)؟


(١) في م: والخبر.
(٢) وهو ما نص عليه أبو البقاء. الديوان٣/ ٣٢٥.
(٣) قال ابن هشام: " ومعنى البيت: وفاؤكما ياصاحبي بما وعدتماني به من الإسعاد بالبكاء عند ربع الأحبة إنما يسليني إذا كان بدمع ساجم، أي: هامل، كما أن الربع إنما يكون أبعث على الحزن إذا كان دارسا". مغني اللبيب ٢/ ٥٩٧ (دمشق).
(٤) زيادة من ب، د.
(٥) البيت من البحر الكامل. وهو مطلع قصيدة يمدح فيها مساور بن محمد الرومي: انظرالديوان١/ ٢٤٣. التبريح: الشدة. الرشأ: ولد الظبية. الأغن: الذي في صوته غنة. الشيح: نوع من النبات يتخذ من بعضه المكانس، وهو من الأمرار، له رائحة طيبة وطعمه مر، وهو مرعى الخيل والنعم، ومنابته القيعان. اللسان (شيح).

<<  <  ج: ص:  >  >>