للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظاهر أنه أراد أن يخبر عن " وفاؤكما" بقوله: بأن تسعدا. أي: وفاؤكما حاصل بأن تسعدا. وقوله: كالربع، مقدم، والمراد به التأخير، متعلق إما بما تعلق به " بأن تسعدا" أي: حاصل بإسعادكما مثل حصول وفاء الربع بإسعاده بالشجا بسبب الطسم، وإما متعلق بالإسعاد، أي: وفاؤكما حاصل بإسعادكما إسعادا مثل إسعاد الربع بما ذكر، وإما بوفائكما وفاء مثل وفاء الربع بالطسم المعين على الشجا حاصل بأن تسعدا. وإما متعلق بمحذوف، على أن يكون خبر مبتدأ، أي: هو كالربع، إما إضمارا للوفاء، وأما إضمارا للاسعاد، وإما إضمارا للمخاطبين (١). وما ذكره ابن جني في معناه عن المتنبي يشعر بأن الباء وما في حيزها في قوله: بأن تسعدا، وهو الخبر عن " وفاؤكما" (٢). ويجوز أن يكون قوله: كالربع، خبر المبتدأ الذي هو " وفاؤكما"، وقوله: بأن تسعدا، متعلق بـ " وفاؤكما" (٣)، أي: وفاؤكما بالإسعاد مشبه للربع في وفائه بالطسم المعين على الشجا.


(١) قال ابن سيده. والباء في (بأن تسعدا) متعلقة بمحذوف، أي: وفاؤكما بالإسعاد، ولا تكون متعلقة بـ (وفاؤكما) الأولى. انظر: المشكل من شعر المتنبي ص٥٧ (تحقيق الأستاذ مصطفى السقا، الدكتور حامد عبد المجيد).
(٢) انظر الخصائص٢/ ٤٠٣.
(٣) ويروى أن ابن جني سأل المتنبي عن إعرابه فذكر له هذا الإعراب قال ابن المرشد سليمان بن علي المعري: " قال ابن جني: كلمته وقت القراءة في إعراب هذا البيت. فقلت له: الباء في (بأن) بأي شيء تتعلق؟ فقال بالمصدر الذي هو (وفاؤكما). فقلت له: فيم رفعت (وفاؤكما)؟ فقال: بالابتداء. فقلت له: فأين خبره؟ فقال: كالربع. فقلت له: هل يصح أن يخبر عن اسم قبل تمامه وقد بقيت منه بقية وهي الباء؟ فقال: هذا لا أدري ما هو إلا أنه جاء في الشعر له نظائر". انظر: تفسير أبيات المعاني من شعر أبي الطيب المتنبي ص ٢٢٣ (تحقيق الدكتور مجاهد محمد محمود الصواف والدكتور محسن غياض عجيل).

<<  <  ج: ص:  >  >>