للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحذورين جميعاً أجدر. وأما مانع الحذف فلأنه مفعول ثان في باب: ظننت. وقد تقرر أنه في المعنى كأحد جزئي الجملة، فلا يسوغ حذفه، فلذلك وجب أن تقول: ظنني وظننتهما قائمين الزيدان قائماً، فلو قلت: ظنني وظننتهما الزيدان قائماً، لكنت قد حذفت المفعول الثاني الذي هو "قائمين" وهو في المعنى كأحد جزئي الجملة، فلم يسغ لذلك.

[إملاء ٤]

[معنى مذ ومنذ]

وقال أيضاً مملياً (١) في سنة تسع عشرة: "ومذ ومنذ للزمان للابتداء في الماضي والظرفية في الحاضر".

لا تدخل مذ ومنذ إلا على ملض، أو حاضر. فإن دخلت على ماض كقولك: ما رأيته مذ أمس، فمعناه الابتداء، أي: أول المدة التي انتفت فيها الرؤية أمس. فهي بمعنى "من" في الابتداء باعتبار غير الظروف. وإذا دخلت على الحاضر كان معناها الظرفية كقولك: ما رأيته مذ هذا العام، ومذ شهرنا، ومذ عامنا. والمعنى: أن انتفاء الرؤية في جميع هذه المدة، كأنك قلت: ما رأيته في هذه المدة، ولذلك قدرت في الأولة (٢) بـ "من" وقدرت في الثانية بـ "في" (٣). إلا أنها إذا قدرت بـ "من" عند من لا يجوز عنده إدخال "من" على


(١) الكافية ص ١٩.
(٢) في س: الأولى. واللفظان جائزان.
(٣) مذهب الجمهور أنهما حرفا جر. ومذهب بعض البصريين أنهما اسمان. فإن خفض بهما فعلى الإضافة. وإذا لم ينجر ما بعدهما فلا خلاف في كونهما اسمين. لكن في ارتفاع ما بعدهما أقوال: منها: أنهما مبتدآن، وهو قول جمهور البصريين. ومنها: أنهما خبران، وهو مذهب الزجاجي. انظر شرح الكافية للرضى ٢/ ١١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>