للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إملاء ١٥]

[إعراب "إخوانا" في قوله تعالى: {ونزعنا ما في صدورهم من غلٍ إخوانا}]

وقال أيضاً مملياً بالقاهرة سنة تسع (١) على قوله تعالى: {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين} (٢).

قال: (إخوانا) منصوب بفعل مقدر تقديره: أمدح إخوانا، أو أعني إخوانا؛ والرفع جائز، ولكن النصب أحسن. ويضعف أن يكون منصوباً على الحال (٣)، لأنه إذا كان حالا، فإما أن يكون حالا من الضمير في (ادخلوها) أو من الضمير في (آمنين)، أو من الضمير في (صدورهم) (٤). ويضعف أن يكون من الأولين للفصل بينه وبينه بالجملة الأجنبية وهي: ونزعنا ما في صدورهم من غل. ولا يجوز أن يكون من الضمير في (صدورهم) لأنه مضاف إليه اسم جامد، والمضاف إليه لا ستيم أن يكون منه حال، إلا أن يكون في معنى الفاعل أو المفعول. وإنما لم يكن منه حال لأنه لا يقبل التقييد، والحال إنما جيء بها مقيدة للفاعل أو المفعول باعتبار فعله، وغير ذلك لا يقبل التقيد. ألا ترى أنك لو قلت: حصير زيد راكباً سمار، لم يستقم (٥)، لأنها سمار سواء كان


(١) أي سنة ستمائة وتسع.
(٢) الحجر: ٤٧.
(٣) قال النحاس: إنه حال. انظر إعراب القرآن ٢/ ١٩٦ (تحقيق الدكتور زهير زاهد. بغداد). وكذلك الزمخشري. الكشاف ٢/ ٣٩٢.
(٤) قال أبو البقاء: "هو حال من الضمير في الظرف في قوله تعالى: "جنات". ويجوز أن يكون حالاً من الفاعل في: ادخلوها، مقدرة. أو من الضمير في آمنين. وقيل: هو حال من الضمير المجرور بالإضافة". إملاء ما من به الرحمن ٢/ ٧٥.
(٥) في ب: يستقر. وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>