للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الماضي المجرد من القرائن في أصل وضعه. فإن قولنا: إن قام زيد قمت، هو ماض في الفظ. وقولنا: لم يقم، ماض معنى. فإنك لو أخذت "يقم" (١) عريا عن القرائن لم يدل على ماض أصلا.

[إملاء ٩١]

[إيراد على موضع من مواضع وجوب بقديم الخبر والجواب عنه]

وقال وقد أورد بعض الأصحاب على قوله في. المقدمة (٢): "وإذا تضمن الخبر المفرد ماله صدر الكلام مثل: أين زيد؟ " وكيف عمرو؟ وشبهه. فقال: معكم أمران، مل واحد منهما يقتضي التقديم، فلم ترجح أحدهما دون الآخر؟ فأجيب بأن المبتدأ وإن كان أصله التقديم إلا أنه على سبيل الجواز ما لم يكن مشتملا على ما يقتضي وجوب تقديمه. وأما هذا وما أشبهه فيقتضي التقديم وجوبا، والواجب مقدم على غير الواجب.

[إملاء ٩٢]

[إيراد على حد المعرب والجواب عنه]

وقال ممليا: إذا أورد على قولنا في المقدمة في حد المعرب (٣) "أي"، فإنها أشبهت مبني الأصل وهي معربة (٤). فجوابه: أن "أيا" لما كانت


(١) في س: يقوم. والصحيح ما أثبتناه.
(٢) الكافية ص٤.
(٣) الكافية ص٢.
(٤) إلا إذا كانت موصولة وحذف صدر صلتها وكان ضميرا، فتبنى على الضم وهذا مذهب سيبويه، انظر الكتاب١/ ٣٩٧. قال الرضي: " صلتها إما اسمية أو فعلية. والفعلية لا يحذف منها شيء فلا تبنى (أي) معها. والاسمية قد يحذف صدرها أعني المبتدأ بشرط أن يكون ضميرا راجعا إلى (أي). فلا يحذف المبتدأ في نحو: اضرب أيهم غلامه قائم وأيهم زيد غلامه". شرح الكافية ٢/ ٥٧. ويفهم من كلام سيبويه أن الإعراب مع حذف الصدر لغة جيدة. الكتاب ٢/ ٣٩٩. ومذهب الخليل ويونس والكوفيين أنهاه معربة مطلقا، وتمسكوا بقراءة نصب: "أي" في قوله تعالى: {ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد} وهي قراءة هارون القارئ. انظر مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>