للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما، بتخفيف الأول وتشديد الثاني. وقرأ أبو عمرو والكسائي (١): وإن كلا لما، بتشديد الأول وتخفيف الثاني. وهي واضحة إلا قراءة ابن عامر وحمزة وحفص، فإنها مشكلة، ودونها في الإشكال قراءة أبي بكر.

أما من قرأ: وإن كلاً لما، وهي قراءة ابن كثير ونافع (٢)، فإن مخففة من الثقيلة و (كلا) منصوب بها على إحدى اللغتين في الأعمال والإلغاء، وهي لغة فصيحة. واللام هي اللام الفارقة (٣)، و (ما) زائدة، أو بمعنى الذي و (ليوفينهم) جملة في موضع خبر إن، واللام فيها لام القسم، وحسن زيادة (ما) على القول بأنها زائدة لما قصد إلى جعل (ليوفينهم) جواب قسم، فلم يحسن اجتماع اللامين: اللام الفارقة، ولام جواب القسم، فلولا (ما) لقيل. لليوفينهم، فزيدت لتفرق (٤) بينهما، أو صلة لما إن جعلنا (ما) موصولة، كأنه قيل: وإن هؤلاء الذين والله ليوفينهم ربك أعمالهم.

وأما قراءة أبي عمرو والكسائي فإن (كلا) اسم (إن) وهو واضح، والكلام في (لما ليوفينهم) كالكلام في قراءة نافع ومن معه (٥) سواء إلا التخفيف والتشديد في إن.


(١) هو علي بن حمزة الكسائي، مولي بني أسد. أحد الأئمة القراء من أهل الكوفة. من تصانيفة: معاني القرآن، الآثار في القراءات، كتاب النوادر. توفي سنة ١٩٣ هـ وقيل سنة ١٨٩ هـ. انظر. طبقات النحويين واللغويين لأبي بكر الزبيدي ص ١٣٨ (تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم).
(٢) نسب النحاس هذه القراءة لنافع فقط. إعراب القرآن ٢/ ١١٤.
(٣) لأنها تفرق بين المخففة والنافية.
(٤) في الأصل: ليفرق. وما أثبتناه من ب، س، وهو أحسن.
(٥) ومن معه: سقطت من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>