للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعجز مركب من عين مفردات كلامكم، ليستيقنوا إذ عجزوا وهم المتهالكون على الافتنان بأنه ما بز بلاغة كل ناطق وشق غبار كل سابق إلا لأنه من عند الله (١). الثالث: أنها عددت للتنبيه على أن الأمي لا يعدد حروف التهجي على وجه لا يتنبه له إلا بعلم الخط، حتى لو غير حرف بغيره لفات، وإلا لأنه من عند الله. وذلك أنها نصف الجملة المستعمل كثيرا، وفيها نصف المستعمل كثيرا من كل نوع منها. فمن المهموسة: صح سكة، ومن المجهورة: ألم طير نعق، ومن الشديدة: أقطك، ومن الرخوة (٢): المرء صح سعيه، ومن المطبقة: طص، ومن المنفتحة: المكر سحقه عني، ومن المستعلية: قصط، ومن المنخفضة: المكر سنح عيه، ومن القلقلة: قط (٣). وتفريقها لإعادة التنبيه لأنه أبلغ من جمعها مرة. ولا محل لها على الوجهين الأخيرين بخلاف الأول. والأحسن أن تكون إلى (المتقين) أربع جمل مستقله مرتبطة المعنى. ويجوز أن تقدر ثلاثا واثنتين وواحدة (٤).


(١) انظر الكشاف ١/ ٩٦.
(٢) المثال الذي أتى به ابن الحاجب للزخوة ليس صحيحا، إذ حروف الرخوة ستة عشر حرفا هي: الحاء والسين والخاء والظاء والشين والهاء والزاي والصاد والعين والثاء والفاء والذال والواو والألف والياء والضاد. انظر: شرح المقدمة الجزرية للشيخ خالد الأزهري ص١٤ (طبع في مطبعة التوفيق بدمشق). ولو قال: صح سعيه، لكان سليما.
(٣) وقد تحدث الزمخشري عن معناها، فمها قاله: الجهر إشباع الاعتماد من مخرج الحرف ومنع النفس أن يجري معه، والهمس بخلافه. والشدة أن يحصر صوت الحرف في مخرجه فلا يجري، والرخاوة بخلافها. والإطباق أن تطبق على مخرج الحرف من اللسان وما حاذاه من الحنك، والانفتاح بخلافه. والاستعلاء ارتفاع اللسان إلى الحنك أطبقت أو لم تطبق، والانخفاض بخلافه. والقلقلة ما تحس به إذا وقفت عليها من شدة الصوت المتصعد من الصدر مع الحفز والضغط. انظر المفصل ص٣٩٥.
(٤) أراد ابن الحاجب بكلامه هذا قوله تعالى: {الم. ذلك الكتاب لا ريت فيه هدى للمتقين}. (البقرة: ٢،١).

<<  <  ج: ص:  >  >>