للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في أنها أنثى، وإذا ثبت إطلاق بغلة (١) على بغل على بعده لم يقدح ذلك في ظهوره، لأن الاتيان بالتاء في هذا الباب للفرق بينه وبين المذكر، بخلاف باب بقرة فإن إلحاق التاء ثم للفرق بين الجنس والواحدة منه. ولا يستدل على التأنيث في بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ثبوت أن البغلة للذكر مثلها في الأنثى بالتأنيث في: كانت، وفي: شهباء. لأنه حينئذ استدلال بمثل: صفراء، ولونها (٢)، في كون البقرة أنثى. على أنه قد نقل عن بعض العلماء أنه قال: سلوني عما شئتم، وكان أبو حنيفة (٣) حاضرا لا يشعر به، فقال لإنسان قل له: أذكرا كانت نملة سليمان أم أنثى؟ فلم يحر له (٤) جوابا ثم قيل لأبي حنيفة رحمه الله: فما كانت؟ قال: كانت أنثى بدليل التأنيث في {قالت نملة} (٥)، ولو كان ذكرا لقال: قال نملة (٦).


(١) كان واضحا ... بغلة: سقطت هذه العبارة من ب، م بسبب انتقال النظر ..
(٢) قال تعالى: {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها، قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين}. (البقرة: ٦٩). .
(٣) هو أبو حنيفة النعمان بن ثابت. ولد سنة ٨٠هـ. كان عالما زاهدا ورعا تقيا. وكان الشافعي يقول: الناس في الفقه عيال علىن أبي حنيفة. توفي ببغداد سنة ١٥٠هـ. انظر وفيات الأعيان ٥/ ٤٠٥.
(٤) له: سقطت من ب، د، س.
(٥) النمل: ١٨.
(٦) قال ابن الحاجب: "فقول من قال: إن قوله تعالى: {قالت نملة} يدل على أن النملة أنثى غير مستقيم، لجواز أن يكون التأنيث لما في لفظ نملة من التأنيث". انظر الإيضاح ١/ ٥٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>