للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما سكَنت حَشا سالٍ ... وإلا اشتاق أو راحا: من الارتياح

لها ريح إذا بُزِلَتْ ... كعَرْف المسكِ إذْ راحا: من الرّيح

إذا ما جَنَّ ليلٌ من ... هموم، فاقتبِسْ راحا: خمرة

وله في غلام ألثغ:

لِشقْوَتي بِتُّ مُسْتَهاماً ... بفاتر المُقْلَتَيْنِ لاثِغْ

باكَرَني زائراً، ونادَى: ... ها أنا ذا قد أتيتُ زايغْ

أي: زائر وهي لغة أهل بغداد.

قلت له: قد صدقت، كرهاً ... فارفُقْ بقلبي، ولا تبالغْ

يا مَنْ إذا سِرُّه صفا لي ... أصبحَ من لفظه مُراوِغْ

وله في سوداء:

سوداء، تَحكي المسكَ في ... إحراقِهِ ومثالِهِ

لمّا رنتْ وتعطَّفتْ ... للمُسْتَهام الوالِهِ،

رأت الظَّلامَ أبَرَّ من ... رَأْدِ الضُّحى بوصالِهِ

فتلفَّعَتْ بأَدِيمه ... وتلثَّمتْ بهِلالهِ

وله في غلام أصفر:

وظبي أصفر، تُدْمِي ... لحاظُ محِبّه بَدَنَهْ

تخالُ الَثّمَ في خَدَّيْ ... هِ ياقوتاً على بَدَنَهْ

وله من التجنيس المطبوع المصنوع:

أَرْدَتِ الصَّبرَ غادةٌ، وَجْنتاها ... لي وَرْدٌ، وثغرُها لي وِرْدُ

كالقَضيب الرَّطيب حينَ تَصَدَّى ... والقضيبِ الرَّطيبِ حينَ تَصُدُّ

تتجنَّى إذا جَنَتْ، وتَعَدَّى ... ثمَّ تنسى ذنوبَها وتَعُدُّ

ذلَّ قلبي، وقلَّ صحبيَ، إِنْ لم ... يُمْسِ سهمي وَهْوَ الأسدُّ الأشَدُّ

ليس يَحْظَى بصحبتي ووفائي ... من رِفاقي إلاّ المُغِذُّ المُعِدُّ

ونجيبٌ، كأنَّه في ظهور الن ... جْب، من شدّة التوقُّد وَقْدُ

وله:

يا خليلاً صفا، ويا سيّداً أَص ... فَى، فأضحى به صفائي مَنُوطا

وأرانا ابن مُقْلَة حائرَ المُق ... لَة غُفْلاً، وخَطَّهُ تخطيطا

وله:

بدرٌ، هواه مضلِّلٌ رائي. ... يدنو، ولكنْ وِصالُه ناءِ

تفاوت في صفاته بِدَعٌ ... قد فتنتْ في رِضاه أهوائي

لفظٌ وقلبٌ كالصَّخر، ضَمَّهما ... رِيقٌ وصدرٌ في رِقَّة الماءِ

يُرِيك ناراً قد أُودِعت بَرَداً ... وشمسَ دَجْنٍ خِلالَ ظَلْماءِ

وله:

عَذيرِيَ من مالكٍ جائرٍ ... كثيرِ التَّفَنُّن في ظلمِهِ

وداوِ محبّاً، ثَناهُ ضَناهُ ... إلى أن غدا جشمُه كاسمهِ

فقال: أَرُوه طبيباً، عَسَى ... يرى النَّفْعَ فيه وفي علمهِ.

فلو كنت بالطِّبّ ذا خِبرة ... لَدارَيْتُ طَرْفيَ من سُقمهِ

وله:

أذكت مِياهُ الصِّبا في خدّه نارا ... تَهْدي إلى وصله من ضَلَّ أو جارا

ظبيٌ، تسافرُ في أردافه مُقَلٌ، ... أقلُّ أجفانِها تَكفيه زُنّارا

وله:

أقول، وجَرْسُ الحَلْيِ يمنَعُ وصلَها ... وقد عاد ذاك القُربُ وَهْوَ بِعادُ:

هَبِي كلَّ نطقٍ يَغارُ عليكُمُ، ... فكيف يَغارُ الحَلْيُ وَهْوَ جَمادُ؟

وله من قصيدة:

خَضَّبْنَ بالشَّفَقِ الأظافِرْ ... ومَشَطْنَ بالغَسَقِ الغَدائِرْ

وتأوَّدتْ أغصانُهُ ... نَّ، فأغضتِ القُضُب النواظِرْ

سِرب المَهاةِ العامريّ ... ة بينَ يَبْرِينٍ وحاجِرْ

سودُ القُرونِ من النِّطا ... ح بها لحبّاتِ الضَّمائِرْ

وضعائف يملِكن بال ... أَبصار أربابَ البصائرْ

بِيض، شَهَرْنَ البِيضَ من ... أَجفانِ أَجفانٍ فَواتِرْ

عَجَباً لجارية تَج ... رُّ على قبائلنا الجرائِرْ

زانت يمينَ الحسنِ من ... أَلحاظها بأَغَرَّ باتِرْ

ومثقَّف من قَدّها ... قد نَصَّلُوه بالنَّواظِرْ

<<  <  ج: ص:  >  >>