للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غزالٌ من ظباءِ الإِنسِ تَسْطُو ... بنا أَلحاظُه سَطَواتِ شِبْلِ

رخيمُ الدلِّ معشوقُ التجنِّي ... كحيلٌ طَرْفُهُ من غَيْرِ كُحْلِ

تقولُ بُروقُ مَبْسمِهِ إِذا ما ... لَمَعْنَ لِسُحْبِ مُقْلَتيَّ استَهِلِّي

يَرَى فيما يَرَى وَصْلي حراماً ... عليه ويستحلُّ حرامَ قتلي

عَدِمْتُ تَصَبُّرِي ويُقالَ لَوْقَدْ ... صَبَرْتَ عن الهوى فأقولُ مَنْ لي!

إذا ملكَ الغرامُ قيادَ صبٍ ... ثناهُ لما يُمِرُّ له ويُحْلِي

فقلْ لعواذلي مَهْلاً فقلبي ... له شُغْلٌ به عن كلِّ شغل

وقل للدهرِ قَدْكَ منَ امتهاني ... فبالشيخِ الخطيرِ عَلِقْتُ حَبْلي

فللإسلام منه مَحَلُّ فخرٍ ... يُزَيَّنُ مِنْ مفاخره بأهْل

ومنها في المقطع:

ون شيم الزمانِ بلا مِراءٍ ... عداوةُ كلِّ ذي شَرَفٍ وفَضْلِ

وها أَنا قدْ ضَرَبْتُ خيامَ قَصْدِي ... إليك وقد حَطَطْتُ عَلَيْكَ رَحْلِي

وله من قصيدة:

إن كنتَ لم تَرَ حالي يوْمَ يُجِدُّ لهُ ... شوقاً برسمٍ خَلاَ من ربِّه الخالي

لا تسألوا عن سُلُوِّي واسألوا حُرَقِي ... فإنَّها حالُ مَنْ ما حالَ عَنْ حال

لولاكمُ ما عرفتُ الحُبَّ معرفةً ... دَلَّتْ غرامي على إنكارِ عُذَّالي

لم يدرِ يومَ حَدَا الحادي بعيسِهمُ ... للبينِ أيَّ جَمَالٍ فوق أَجْمَالي

وما دَرَى قمرٌ في الركبِ قد خَضَعَتْ ... له القلوبُ عليها أَنَّهُ والِ

غُصْنٌ ولا عَطْفَ يُرْجَى مِنْ تَعَطُّفِهِ ... ظبيٌ لأَلحاظه أفعالُ رِئْبَالِ

أُحِبُّ أَن أَقْتَضِيهِ وَصْلَهُ أبداً ... وإن غدا منه ذنبي عند مَطَّالِ

أَمَا رأَى مِنَنَ الشيخِ الخطير وقَدْ ... سالت سحائبُها من غيرِ تَسْآل

وله من قصيدة:

دَارِ طَرْفِي ولو بنَظْرَةِ شَزْرٍ ... فعساهُ أن لا يبوحَ بسِرِّ

فجفوني تظَلُّ من دَمْعِها الجا ... ري لما مَرَّ من حديثيَ تَمْرِي

ناظرٌ ذلَّ في هواه فؤادي ... وانْثَنَى عنه بالوشاياتِ يَسْري

فَبِهِ صِرْتُ مِنْ غرامي وَعُذَّا ... لِيَ وقفاً ما بين عُرْفٍ ونُكْر

يا مريضَ الجفونِ والودِّ ما با ... لُكَ تُمْسِي صحيحَ بُعْدٍ وهَجْر

إنْ يكنْ طالَ في هواكَ هَوَاني ... فلقد قامَ في عِذارك عُذْري

ما أَظنُّ انكسارَ جَفْنِكَ قد بثَّ ... سَرَايا الفتورِ إِلاّ بكَسْري

منها في المديح:

غيرُ نَدْرٍ ما قد أتاهُ من الجُو ... دِ وإنْ كان قد أتى كلَّ نَدْرِ

فلهُ في النَّدَى عناصرُ للعُنْصُرِ ... منها تُرْوَى مكارمُ عَصْرِ

وله من قصيدة:

هل ناظرٌ في الهوى لناظرْ ... أو حاجرٌ من سُطَا مَحاجِرْ

أَمَا مُعِينٌ على عيونٍ ... حاكمُ أَلحاظِهنَّ جائِرْ

يا ساحِرَيْ مقلتيه يَكْفي ... قَلْبِيَ أَنْ يُبْتَلَى بساحر

أسْرَعْتُمَأ قِتْلَتِي بطرفٍ ... ساجٍ ضعيفِ الجفون فاتر

فيا لها منهُ فاتناتٌ ... يطلُّ مكسورُهُنَّ كاسر

فديتُ مَنْ مَا يَمُرُّ إلاَّ ... عُوِّضْتُ من عاذلٍ بعاذر

مِنْ قدِّه في الغصونِ زاهٍ ... وخدِّهِ في الرياضِ زاهرْ

ورَائقُ الحسنِ ناطقٌ عَنْ ... وقوعِ قلبٍ عليه طائر

وشمسُ كأْسٍ عليَّ دارتْ ... في فَلَكٍ للسُّرورِ دائر

ليسَ لمحسوسها وجودٌ ... إلاَّ على ناشقٍ وناظر

تَدِقُّ في واضحٍ جَلِيٍّ ... خَفِيُّهُ للعقولِ ظاهرْ

كأنَّها في اجتلائِها مِنْ ... بديعِ صفِ الخطيرِ خاطر

النظام المصري

<<  <  ج: ص:  >  >>