للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَثيبُ نَقاً من فوقه خُوطُ بانةٍٍ ... بأَعلاه بدرٌ فوقَه ليلُ ساهِرِ

الصليحي الداعي

علي بن محمد القائم باليمن

وكان قد عزم على السفر إلى العراق فقال، ويقال إنها لغيره:

وأَلذُّ من قَرْعِ المثاني عندَه ... في الحرب أَلْجِمْ يا غُلامُ وأَسْرِجِ

خَيْلٌ بأَقصى حَضْرَمَوْتٍ أُسْدُها ... وزَئيرُها بين العِراق فَمَنْبِج

ومن شعره:

أَنكَحتُ بيضَ الهِند سُمْرَ رِماحهم ... فرؤوسُهمْ عِوَض النِّثار نِثارُ

وكذا العُلى لا يُستباح نِكاحُها ... إِلا بحيث تُطَلَّق الأَعْمارُ

[عمرو بن يحيى بن أبي الغارات الهيثمي]

شاعر الداعي علي بن محمد الصليحي قال على لسانه:

سَلي فرسي عني ودِرْعي وصَعْدتي ... وسيفي إِذا ما المشَرفيّةُ سُلَّتِ

أَنا ابن ربيع المنشد ابن محمد ... إِذا المُعْصِرات السود بالماء ضَنَّتِ

وسُمِّيتُ في قومي عَلِياً لأنني ... عَلَوْتُ وأَحْدَيْتُ الكواكب همتي

وقال على لسانه:

جَفا نومُ عينَيْكَ أَشفارَها ... وقد كان لولا العلَى جارَها

وقُلتُ لنفسيَ إنَّ الحياة ... على العيب مُسْبلة عارها

وقال على لسانه:

الخرم قبل العزم، فاحزِم واعزِم ... وإِذا استبانَ لك الصَّواب فَصَمِّمِ

واستعملِ الرِّفق الذي هو مُكْسِبٌ ... ذِكْرَ القلوب وجِدَّ واحْمِل واحلُمِ

واحرُس وسُس اشْجُع وصُل وامنُن وصِلْ ... واعدِل وأنصِف وارْعَ واحفَظ وارْحمِ

وإِذا وعدتَ فعِدْ بما تَقْوَى على ... إِنجازه وإِذا صَنَعت فتمِّمِ

وقال وقد رحل علي بن محمد من صنعاء واستخلف فيها ابنه المكرم.

ما لِمَنْ فارقَ الأَحبّةَ عُذرُ ... إِن نَهَى دمعَه عن الفَيْضِ صَبْرُ

إِنّ سيف الإمام كالبر ذي الموْ ... ج له في البلاد مَدٌّ وجزر

ولئن سآءنا فِراق عَليٍّ ... فبحمد ابنه لنا ما يَسُرُّ

ذاكَ بحرٌ سقى به مكةَ الل ... هُ وهذا لوَفد صنعاءَ بحرُ

[السلطان عبد الله بن يعلى الصليحي]

صاحب حصن خدد. له من قصيدة في رجل ادعى أنه شاعر ومدح الملكة الحرة بما لم يستحق عليه جائزة فاستشفع به قوله:

قاسَ الأَمور فلم يَجِدْ في فكرهِ ... أَمراً يقوم بواجبٍ من عُذرهِ

فمضى يُلفّق زائقاً من نثره ... وسرَى يُنَفِّق كاسِداً من شِعرهِ

ويَظُنّ أَنّ حقوقكِ ابنةَ أَحمدٍ ... جملٌ يقوم هوادجي مِنْ قدرهِ

هيهات مَنُّكِ فوق ذاك وإِنّه ... قَسَماً بحقِّك عاجزٌ عن شُكرهِ

إِنّ الذي يلقى الصَّنيعَ بجَحْدِه ... مثلُ الذي يلقى الإِله بكفرهِ

ومتى أَخَلّ بواجباتك شاكرٌ ... عن قُدْرهٍ هُدَمِت مباني فخرهِ

إِن الصَّنائع في الكِرام ودائعٌ ... تَبْقى ولو فَنِيَ الزَّمانُ بأَسرِهِ

[القاضي العثماني]

له من قصيدة:

إِنَّ من يَعرِفُ أَيام الصِّبا ... صَدَّ إِذْ أَبصر شَيْبي وَصَبا

والتي تعرِف مُهري أَدْهماً ... أَنْكرتْه إذ رأَتْهُ أَشْهبا

إِخوتي هُبّوا فقد هَبَّت لنا ... نغمةُ الطير وأَنفاس الصَّبا

فاصْرِفوا الهمَّ إِذا ضافكُمُ ... وخُذوا من عَيْشنا ما وَهَبا

ضَمَّ شَمْلَ الودِّ منّا مَجلِسٌ ... ترقَص الأَركان فيه طربا

كلُّ سَمْح الكفِّ لو تسأَلُه ... كلَّ ما يَمْلِك جُوداً وَهَبا

ومنها:

رُبَّ شمْطاءَ تركناها وقد ... رَكَد الليلُ وأَرخى الطُّنُبا

قالتِ الطُّرّاقُ مَنْ قلتُ أَنا ... وأُصَيْحابي، فقالتْ مَرْحبا

ثم أَوْمَتْ نحو مِصباحٍ لها ... كاديخبو سَحَراً أَوْ قد خبا

دفعت في صَحْن دَنٍّ خِلتَ في ... جَنَبات البيتِ منه لهَبا

<<  <  ج: ص:  >  >>