تسعين عاماً لم يكن ... خلقٌ لنا فيها منازع
كم من عزيزٍ كان يأ ... تي نحوَنا بالرغم خاضع
كم قاصدٍ أو طالب ... لنوالنا يأتيه طامع
وجنابُنا للمعتفي ... ن بزهرة المعروف يانع
وإذا شهدنا مجمعاً ... يوما إلينا بالأصابع
في كل يوم عَروبةٍ ... تدعو لنا زُمرُ الجوامع
عبثت بنا أيدي الزما ... ن وأحدثتْ فينا البدائعْ
الأمير عبد الرحمان بن زيري
الصنهاجي
كتب الى الأمير ساكن بدمشق وقد وعده بكتاب:
سرى البرقُ من عَليا معالِم قابس ... وفي القلب من لمع البروق كوامِنُ
يذكّرني عهدي به ومنازلي ... بساحتها والحادثاتُ سواكنُ
ونحن على تلك المواطن والرُبى ... نُزولٌ ووشكُ البين بالوصل بائن
أخادع عن سُكانها الدهرَ وحدَه ... كأني لما يأتي به الدهرُ ضامن
فمنْ لي بتبليغ السّلام إليهمُ ... فكيف وقد شاقتك تلك المواطن
ولما سرى البرقُ الذي ذكر الصّبا ... تأوهتُ شوقاً والدّموع هواتن
وناديت من عليا هلالِ بن عام ... فتًى صادقَ الدعوى إذا مانَ مائن
نمتْه رياحٌ من صليبةِ فادع ... لآل عليّ وهو للمجد صائن
وحلّت بنو دهمان منه بعشْوةٍ ... وعزّ به بين الأفاضل ظاعن
فما هو إلا في ذرى آل عسكرٍ ... لعامرهم نجلٌ وذلك ساكن
الملك أبو يحيى
تميم بن المعز بن باديس
صاحب المهدية
نسبه: تميم بن المعز بن باديس بن منصور بن بُلكّين بن زيري بن مَناد بن منقوش بن زناك بن زيد الأصغر بن واشفال بن وزغفي بن سري بن وتلكي بن سليمان بن الحارث بن عدي الأصغر وهو المثنى بن المسور بن يحصب بن مالك بن زيد بن الغوث الأصغر بن سعد وهو عبد الله بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن شداد بن زرعة وهو حمير الأصغر بن سبأ الأصغر بن كعب بن زيد بن سهل بن عمر بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وايل بن الغوث بن حيدان بن قطر بن عوف بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميع بن عمرو بن حمير وهو العرنجج بن سبأ الأكبر بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر وهو هود عليه السلام بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لمك بن متوشلح بن أخنوخ وهو إدريس عليه السلام بن برد بن مهلايل بن قينان بن الوشن بن شيث بن آدم عليه السلام.
مولده: بالمنصورة يوم الإثنين ثالث عشر شهر رجب الفرد سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، ووفاته ليلة السبت خامس عشر رجب سنة إحدى وخمسمائة وولد له من الأولاد الذكور مائة وعشرة بنين وأقام في ملك المهدية وما يليها من البلاد معظم عمره عظيم القدر، كريم النجر، طيب الذكر، مهذب الأمر، مذهب العصر، لقيت بدمشق ولد ولده وهو الأمير عبد العزيز بن شداد بن تميم وهو بها مقيم، وأعارني في سنة إحدى وسبعين ديوان جده فطالعته فاطّلعت على كل ما دل على جدّه وجودته وجِدّه، وأثبتّ من شعره ما تترنح له أعطاف السامعين اهتزازاً، فمن ذلك قوله:
ما اختلف الصبحُ والمساءُ ... وأنفِذَ الحكمُ والقضاءُ
إلا ولله فيه سرّ ... يحكم في الخلق ما يشاء
وقوله في بعض السقاة:
وساقٍ قد تكنّفه الحياء ... فوجنتُه وقهوته سواء
يمجّ المسكَ من ثغر نقيّ ... كأن رُضابَه خمرٌ وماء
وقد ولِع الخُمارُ بمقلتيه ... وظل التيه يفعل ما يشاء
ويبخل بالسّلام وما يليه ... فليس لمُدنفٍ منه شفاء
وقوله:
وجهٌ هو البدر المنير وقامةٌ ... كالغصن ماسَ نَضارةً وشبابا
يسقيك من حلبِ العصير مدامة ... ومن المؤشّر مسكةً ورضابا
غنّت وكاسات المدام مدارة ... عذُبَ الوصالُ لنا بهنّ وطابا
كأسٌ من الذهب السبيك تضمّه ... قصب اللجين تعمّمَت عُنّابا
وقوله:
سُعادٌ قد ألمّت بي ... ستمحو البعدَ بالقرب