للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد عِجَرْتُ عن الهناء بدولةٍ ... نحن العبيدُ لها وأَنت المالك

عربّية الأَوصاف ذات مكارمٍ ... جُبِرَ الكسيرُ بها وعاش الهالك

عجميّة قُرِنتْ بخيرِ مُتَوَّجٍ ... زُفَّتْ إليه مدائحٌ وممالك

ملكٌ إذا برَقتْ أَسِرَّةُ وجهه ... ضَحِك المُقَطِّب واسنتار الحالك

فكأَنه فوق الحشّية جالساً ... أَسدٌ على مَتْنِ الفريسة بارك

فيغارُ منه البدرُ وهو سمُّيهُ ... ويخاف فَتكته الشجاع الفاتك

ومنها:

فاسلم فما لكَ في الشّجاعة والنَّدى ... مِثْلٌ ولا لك في الجَمال مُشاركُ

وسَقَتْكَ غاديةُ الشّباب كما سقى ... راجيك صَوْبُ نَوالك المُتدارِك

فنداك مبذولٌ ومدحك سائر ... وحِماك ممنوع وطيبك صائكُ

وقال من قصيدة أخرى:

سرى مَوْهِناً واستكْتَمَتْهُ المهالكُ ... حبيبٌ أضاء الليلَ والليلُ حالكُ

ومنها:

وكم من قَوامٍ في الأَكلّةِ مُرْهَفٍ ... يُضي له بدرٌ ويرتجّ عانكُ

من اللاءِ لا تلك الزيانب تنتمي ... إِليها ولا تلقاكَ منها العواتك

تصُدُّ الفتى عن قلبه وهو حازمٌ ... وتَثْنيه عن سُبل الهدى وهو ناسك

كأَن ضنى أحداقها وخُصورها ... تقاسَمَه عُشّاقُها والبواتك

ومنها في المخلص:

ويهماءَ باتتْ كالقِسِيِّ ضوامراً ... من الأَيْنِ فيها اليَعْمَلاتُ الرّواتِكُ

وأَصبحْن من جذب البُرِين حواكياً ... أَِزَّمَتُهَّن المُسْنَماتُ التَّوامِك

ولما أَحسّتْ أَنها من قواصدِ ... نَدى بنِ عليّ لم تَرُعْها المَهِالك

ومنها:

لقد جادَ لي حتى توهَّمتُ أنَني ... له في الذي تحوي يَداه مُشارِكُ

وخَوَّلني فوقَ الذي كنتُ آمِلاً ... فعُدتُ ونظمُ الشعر للجودِ مالك

فلا ناكبٌ عن سُبل ما أَنا قائلٌ ... ولا آخِذٌ إلاّ لما أَنا تارك

ومنها في صفة الحرب:

إذا اليومُ أَذْكى نارَ حربٍ تصافحتْ ... بساحته هامُ العِدى والسَّنابك

وللشمس لأَلاءٌ يلوح كأَنّهُ ... على البِيَض من تحت العَجاج سبَائك

وتُضْحي عِتاقُ الأعَوْجِيّاتِ ضُمَّراً ... يَعِلُ دماً منها القنا المُتشابك

لها لُجُمٌ زُرْقُ الأسنَّةِ في الوغى ... فهنَّ لأطراف العوالي عَوالِكِ

إذا صادفتْ جَلْداً من الأَرض رفَّعتْ ... بأَيدٍ وفيها أَوجهٌ وترائك

وضاقت خُروق الأَرض وهي فسيحةٌ ... عليها وما ضاقت عليها المعارك

لِيَهْنِ المعالي والعوالي وما حوَتْ ... سُروج المَذاكي منكمُ والممالك

تزولُ الجِبال الصُّمُّ وهي رصينةٌ ... ومجُدكمُ باقٍ على الدهر آرِك

لك العيدُ لا بل فيك للعيد رؤيةٌ ... أتيناك نستجدي بها ونُبارك

وأَنت أَمَتَّ البخل وهو مُخَلَّدٌ ... عطاءً وأَحْيَيْتَ النَّدى وهو هالك

وَجُدْتَ ولم تُسأَل وغيرُك واهبٌ ... إِذا سيل من دون العَطِيَّةِ ماحِك

وقال من أبيات:

مُلِّكوا حتى إِذا مَلَكوا ... أَخذوا فوق الذي تركوا

ما على الأحباب إِن تلِفت ... مُهجتي في حُبِّهم دَرَكُ

عاقَبوني بالجفا ويدي ... بذُيول العفوِ تَمْتِسك

هتكوا سِتر الوِصال فوا ... حَرَبا من عُظِمْ ما هتكوا

وطريقُ الحبّ واضحةٌ ... فلماذا غيرَها سَلَكوا

ثم عادوا بالوِصال كما ... عاد بدرُ الدولة الملك

[اللام]

وقال من قصيدةٍ أولها:

متى نَجَعَتْ في لوعتي وبلابلي ... نميمةُ واشٍ أَو نصيحةُ عاذلِ

<<  <  ج: ص:  >  >>