للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم أُجالسْ إِلاّ الملوك ولم أَمْ ... دح سواهُمْ ولم يَجُر بي السبّيلُ

إِنْ تَجَوْهَرتُ في المديح فإِنّي ... أَجِدُ المدحَ واسعاً فأَقولُ

منكُمُ يُحْسُن الصّنيعُ وأَنتمْ ... خَيْرُ من يُسْأَلُ العَطا فَيُنيلُ

ومن شعراء تهامة واليمن المشهور بالجودة الخكميون آل أبي الحسين فمنهم:

[الشيخ أبو الحسن بن أبي الحسين]

ومنهم أخوه:

[محمد الأعرج]

وقد كان كداحاً، مداحاً، شريباً لا يصحو حتى يفتقر.

ومنهم:

[علي بن أبي الحسين]

وهو أشعرهم بل أشعر عرب تهامة: قال عمارة في مجموعه: وا، اأعرفه ديناً ورعاً جواداً عند منزله. قال: ولم يحضرني منشعرهم شيء مع كثرة ذلك باليمن.

[القاضي أبو بكر اليافعي]

حكى عمارة في مجموعه أنه أدركه جليساً للملوك، خصيصاً بملكي اليمن المنصور ابن المفضل والمتوج الداعي محمد بن سيأ صاحب عدن، ومن شعره قوله يصف شعره:

شِعرٌ إِذا أَنشدتُه في مجلسٍ ... فكأنني جَمَّرته بالعودِ

وقوله:

أَستودِعُ الله الذي ودعَّا ... ونحن للفُرقة نبكي معا

أَسْبلَ من أَجفانه أَدْمُعاً ... لمّا رآني مُسْبِلاً أَدْمعا

وقال لي عند فارقي له ... ما أَعظم البينَ وما أَوْجَعا

وشعره كثير مطبوع

[نشوان الحميري]

من شعراء الجبال ذكر أنه فحل الكلام قوي الحبك، حسن السبك. قال: وبلغني أن أهل بيحان ملكوه عليهم، فمن شعره قوله في الفخر باليمن:

مِنّا التبَّايِعةُ اليمانون الأُلى ... ملكوا البسيطة سَلْ بذلك تُخْبرِ

مِن كلِّ مَرْهوبِ اللقاء مُعصَّبٍ ... بالتاج غازٍ بالجيوش مُظَفَّرِ

تعنو الوجوهُ لسفيهِ ولرُمحهِ ... بعدَ السُّجود لتاجِه والمِغْفَرِ

يا رُبَّ مفتخرٍ ولولا سَعيُنا ... وقيامُنا مع جَدّه لم يَفْخَر

فافْخَر بقحطانٍ على كلِّ الورَى ... فالناسُ من صَدَفٍ وهم من جوهرِ

وخلافةُ الخُلفاء نحنُ عِمادُها ... فمتى نَهُمّ بِعَزْل والٍ نَقْدِرِ

مثل الأَمين أو الرشيد وفتكنا ... بهما ومثل ابن الزُّبَيْر القَسْوَر

وبكُرَهْنِا ما كان من جُهّالنا ... في قتلِ عُثمانٍ ومَصرعِ حَيْدَرِ

وإِذا غَضِبنا غَضبةً يَمنّيةً ... قَطَرت صوارمُنا بموْتٍ أَحمرِ

فَغدتْ وهادُ الأَرضِ مُترعَةً دماً ... وغَدتْ شِباعاً جائعاتُ الأَنْسُر

غدا لنا بالقهر كُلُّ قبيلةٍ ... خَوَلاً بمعروف يَزينُ ومُنكَر

وإِناخَةُ الضِيفات فرضٌ عندنا ... يلقى به الولْدِانُ كلَّ مُبَشرِ

وله أيضاً:

من أين يأَتيني الفسادُ وليس لي ... نَسبٌ خبيث في الأعاجم يوَجدُ

لا في عُلوج الرُّوم خالٌ أزرقٌ ... أَبداًولا في الحبش جَدٌّ أَسودُ

إِني من النَّسبِ الصَّريح إذا امرؤٌ ... غلبت عليه العجم فهو مُولَّدُ

ما عابني نَسبُ الإِماء، ولا غدا ... باللؤْم مُعْرِقُهُنّ لي بتردّدُ

مُوتي قُريشُ، فكلُّ حَيٍّ ميِّتٌ ... للموت منّا كلُّ حيٍّ يولدُ

قلتم: لكم إِرْثُ النبوّة دوننا ... أَزعمتمُ أن النُّبُوَّة سَرْمُد

منكم نبيُّ قد مضى لسبيله ... قِدْماً فهل منكم نَبيٌّ يُعبَدُ

قاتله الله ولعنه وأخزاه، ما أشد افتراه، على الله وأجراه، وأية، فضيلة فوق هذا، ولولا النبي المصطفى الذي اختاره الله واجتباه، وجعله الوسيلة إلي نيل رضاه، صلوات الله عليه وسلامه ما سعدوا ولا فازوا، ولا حازوا من الشرف والفضيلة ما حازوا.

ولما رجع الملك المعظم فخر الدين شمس الدولة ملك اليمن تورانشاه إلى دمشق واجتمعت بأصحابه في المحرم سنة اثنتين وسبعين سألتهم عن شعراء اليمن الموجودين فذكروا جماعة لم يوردوا لهم شعراً.

فمنهم:

ابن المسبح الكاتب

<<  <  ج: ص:  >  >>