للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليت شعري وقد تنكّر دهري ... هل أرى لي عليه منه انتصارا

لا جزى الله زائر الطيف خيراً ... إنه هاج لي أموراً كبارا

سوف أبكي أيام قرب سُليمي ... ما حييتُ وأندُبُ الأقدارا

[جماعة أوردهم ابن بشرون في مختاره]

من أهل المغرب الأوسط الذي كان لبني حماد واستولى عليهم عبد المؤمن

[الفقيه أبو حفص عمر بن فلفول]

قال: هو كاتب السلطان بتلك البلاد يحيى بن العزيز الحمادي وخالصته وصاحب سرّه، وله اليد الطولى في الإنشاء الدال إعجازه فيه على البلاغة المؤدية لسحره في نثره. قال: أنشدني له الأمير عبد الله بن العزيز الحمادي عند الاجتماع به في جزيرة صقلية:

وقالوا: نأى عنك الحبيب فما الذي ... تراه إذا بان الحبيبُ المواصل

فإن أنت أحببتَ التصبّر بعده ... ولم تستطع صبراً فما أنت فاعل

فإنّ الهوى مهما تمكّن في الحشا ... وحلّ شغاف القلب ليس يُزايلُ

فكم رام أهلُ الحب قبلكَ سلوة ... وزادهم عنها هوىً متواصل

فقلت: ألا للصّبر مفزع عاشق ... وللصبر أحرى بي وإن غال غائل

سأصبرُ حتى يفتح الله في الهوى ... بوصلِ حبيبٍ طال فيها الطوائل

أبو عبد الله محمد الكاتب المعروف ب

ابن دفرير

ذكر أنه أحد كتّاب الدولة الحمادية، المتصرّفين في الكتابة السلطانية، وأورد له رسالة كتبها عن سلطانها يحيى بن العزيز الحمادي، وقد فرّ من مدينة بجاية أمام عسكر عبد المؤمن يستنجد بعض أمراء العرب بتلك الولاية: كتابنا ونحن نحمد الله على ما شاء وسرّ، رضىً بالقسم وتسليماً للقدر، وتعويلاً على جزائه الذي يجزي به من شكر، ونصلي على النبي محمد خير البشر، وعلى آله وصحبه ما لاح نجم بحر، وبعد: فإنه لما أراد الله أن يقع ما وقع، لقبح آثار من خان في دولتنا وضبع، استفز أهل موالاتنا الشنآن، وأغرى من اصطنعناه وأنعمنا عليه الكفران، فأتوا من حيث لا يحذرون، ورموا من حيث لا ينصرون، فكنّا في الاستعانة بهم والتعويل عليهم كمن يستشفي من داء بداء، ويفرّ من صلّ خبيث الى حيّة صماء، حتى بغت مكرهم، وأعجل عن التلاقي أمرهم، ويرد وبال أمرهم إليهم، فعند ذلك اعتزلنا محلة الفتنة، وملنا الى مظنة الأمنة، وبعثنا في أحياء هلال نستنجد منهم أهل النجدة، ونستنفر من كنّا نراه للمهم عدّة، وأنتم في هذا الأمر أول من يليهم الخاطر، وتُثنَى عليه الخناصر.

أبو القاسم عبد الرحمان الكاتب المعروف ب

ابن العالمي

من كتاب الدولة الحمادية، له من رسالة: ولما كنت في مضمار سلفك جارياً، ولنا موالياً، وفي قضاء طاعتنا متباهياً، رأينا أن نثبت مبانيك، ونؤكد أواخيك، ونوجب لك ولخلفك، ما أوجبه سلفنا لسلفك، تمييزاً لهم عن الأكفاء، ومجازاة لهم على محض الصفاء والولاء، فاستدم هذه النعمة العظيم خطرها بالشكر فأنت به جدير، ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً إن الله غفور شكور.

[علي بن الزيتوني الشاعر]

ذكر أنه شاعر المغرب الأوسط وأديبه، وألمعيّه وأريبه، وهو صاحب توشيح وتوشيع، وتقصيد وتقطيع، وقد سار شعره غناء، وأورد من شعره قوله في ذم المركاز:

لا آكل المِرْكازَ دهري ولو ... تقطّفه كفّي بروض الجنان

لأنه أشبه فيما يُرى ... أصابع المصلوب بعد الثمان

وقوله من قصيدة في مدح بعض القضاة وهي:

نهاه عن محارمه نُهاه ... وقرّبه لخالقه تُقاه

وقال الله ليس سواي ربّ ... ولا لشَريعتي أحدٌ سواه

هو البَرّ العطوفُ على البرايا ... وبالأيتام يرحمُ من أتاه

وشدّ به عُرى الإسلام حتى ... رأينا النُجْح وانعقدت عُراه

أمينٌ عدلُه غمر البرايا ... فما يُخشى على أحد قضاه

مسيحٌ خطوه في كل علم ... ومن ذا يقتفي أبداً خطاه

أبي شأنه طلب المعالي ... ومن يحصي ثناه أو نداه

لقد ظفرت يد علِقَتْ نداه ... ومن ناواه قد تبّتْ يداه

ابراهيم بن الهازي

<<  <  ج: ص:  >  >>