للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَشَوْقي يزيدُ وصبري يَبيد ... وَوَجْدي شديد لطول البِعاد

أَفَيْحاءُ حُيِّيتِ مِن بلدةٍ ... سَقَتْكِ الغيومُ وَصَوْبُ الغَوادي

ونالتْ ربيعةُ فيكِ الربيعَ ... وأخْصبَ رَبْعُك مِن كلِّ نادِ

ففيكِ الشَّقيقُ وفيك الحبيب ... ومن حَلَّ منّي محَلَّ السَّواد

هو العلَمُ الفَرْدُ نَجْلُ السعيد ... سعيدُ بنُ عبدِ الإله الجَوادِ

فإن سهَّل اللهُ وَصْلاً لنا ... فسوف نرى ما يَسُوءُ الأعادي

وإلاّ فإنّي الغريبُ الوحيدُ ... أُطيلُ المُقامَ على الإقتصادِ

قال: وكتب إليّ أيضاً قصيدة مطلعها:

بنَفْسي ورُوحي مَن يُرَجَّى لِقاؤه ... وعذَّبَني هِجْرانه وجَفاؤُه

لَئِنْ كانتِ الحَدْباءُ رُوحاً لأهلها ... لقد هاج للقلبِ الحزينِ عَياؤُه

ويا راكبَ الوَجْناءِ يُفْضي به السُّرى ... إلى المَوْصل الفَيْحاء يُعْطى رَجاؤُه

قال: فكتبت إليه في جوابها أبياتً من جملتها:

بنَفسيَ من أَفْضَى مُنايَ لِقاؤُهُ ... وَمَنْ وَصْلُه للمُستهام شِفاؤُهُ

بنفسيَ من وافى إليَّ كتابُهُ ... كَزَهْر الرُّبى جادَتْ عليه سَماؤُه

تجَلَّى لطَرْفي فاستنار بنورِه ... وأزْرى بإشراق الصَّباح ضِياؤهُ

ومنها:

إذا جِئْتَ أَخْلاطاً فقِفْ برُبوعها ... ونادِ بصوتٍ يُستطابُ نِداؤُه

ومنها:

أخي وشَقيق النَّفس والماجد الذي ... أجَلُّ أماني النفسِ عندي بقاؤهُ

الأمير بهاء الدولة

محمد بن الحسين بن شبل الجوني

الكردي، من نسل بهرام جونين، صاحب قلعة شاتان، كان فيه فضل وأدب، وتوفي سنة إحدى وأربعين، ذكره علم الدين الشاتاني وذكر أنه كتب إلى والده:

يا واغِلاً في المَهْمَه البَيْداءِ ... بالعِرْمِس الوَخّادةِ الوَجْناءِ

أَبَلغ أبا منصورٍ النَّدْبَ الذي ... قد حلَّ مُعتَلِياً على الجوزاء

عنّي السلامَ وقل له يا من غدا ... بقَريضه فَرْدَاً من الأكْفاءِ

حاشايَ أن أنسى حقوقاً لامرئٍ ... قد حلَّ منّي مَوْضِعَ الآباءِ

قال العلَم: وكتب إليّ وقد أردت الانفصال عن خدمته بشاتان إلى الموصل:

أما مِن رسولٍ مُبلِغ ما أقوله ... إلى علَم الدين الإمام ويُنشِدُهْ

بحُرمَة ما بيني وبينك لا تكُنْ ... مكدِّرَ ما صَفَّيْتَه وتبدِّدُهْ

كغازِلةٍ غَزْلاً وتنقُضُه بما ... يفكِّر فيه قَلْبُها وتُجدِّدُهْ

قال: وله أبيات أولها دال وآخرها دال:

دَنا من مُحبِّيه الغزالُ المُباعِدُ ... وساعدَني فيه الزمان المُعانِدُ

دَقيقُ مَجالِ الطَّوْقِ رِيمٌ مُكَحَّلٌ ... حَوى الحُسنَ جَمْعَاً فهو في الحُسن فارِدُ

دَهاني بوَجهٍ نَيِّرٍ وبمُقلةٍ ... كأنَّ بها هاروتَ للسِّحرِ عاقِدُ

دَلالُكَ لا يفنى وقد غالني الهوى ... وأنت خَلِيٌّ طولَ ليلك راقِدُ

دُموعيَ قد أَقْرَحْنَ أَجْفَانَ ناظِري ... وقد خانني صبري وقَلَّ المُساعِدُ

قال أنشدنيها هو من فيه.

الرئيس أبو طالب

الحسين بن محمد بن الكميت

من أولاد الكميت الشاعر، كان رئيس قرية يقال لها أَنْعَين من أعمال أَرْزَن، وهي ضيعة جليلة، عامرة آهلة، وبها لبني الكميت الرئاسة والمَضيف للطرّاق، من سائر الآفاق، وكان شاعراً مجيداً لبيباً، وأريباً أديباً، يناقل الفضلاء، ويُساجل الكبراء، وكانت بينه وبين الأديب الخطيب الحصكفي مُناقلات، ولما كتب إليه الحصكفي القصيدة الطائيّة، التي سبق ذكرها، ومنها:

بَسطتَ بِساطَ الأُنْس ثم طَوَيْتَهُ

أجابه ابن الكميت بطائية منها:

وما كان طَيُّ البُسْطِ إلاّ لأنني ... تيَقَّنْت أنّ البُسْط يُخْلِقُها البَسْطُ

ومنها يصف الفلاة:

<<  <  ج: ص:  >  >>