للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا نصيرَ الدين يا جَقَرُ ... ألف قزويني ولا عُمَرُ

لو رماه الله في سَقرٍ ... لاشتكت من حَرِّه سَقرُ

[المكين بن الأقفاصي الأعمى الموصلي]

ذكره العلم الشاتاني وأثنى على شعره، وشوّق إلى نظمه ونثره، وقال توفي سنة ثلاث وأربعين، ونسب إليه هذين البيتين الرباعية:

يا صاحِ أما ترى المَطايا تُحْدى ... والبيْن يُصَيِّرُ التَّداني بُعدا

مَن يُسعدني إذا تولَّت سُعْدى ... هَيْهَاتَ نَأَتْ وخلَّفَتْني فردا

وأنشدني له:

دَعا خليليَّ نَواهي المَلامْ ... فاللَّومُ يُغْري العاشقَ المُسْتَهامْ

وخَلِّياني والسُّرى والفَلا ... والخيلَ والليلَ وحدَّ الحسامْ

واقْتحِما بي كلَّ مَجهولةٍ ... قَفْرٍ كأنّ الآلَ فيها غَمامْ

يستوحِشُ الوَحشُ بأرجائها ... ويَعزِفُ الجِنُّ بها والنَّعامْ

ومنها في المدح:

أَسْفَرَ وَجْهُ الحمدِ عن وجهه ... وكان قِدْماً ما يَحُطُّ اللِّثامْ

وأنشدني له مرثيّةً في صدقة سيف الدولة لمّا قُتِلَ:

ديارٌ بأرض الجامِعَيْن وبابلِ ... غَدَتْ من بني عَوفٍ عَوافي المنازلِ

ومنها:

وإذْ زَبْعُها بالقِيلِ من آلِ مَزْيَدٍ ... حليفُ الندى في كلّ غبراءَ ماحِلِ

فتىً كان وجهُ الدهر قبلَ اخْترامِهِ ... وَسيماً فأضحى وهو جَهْمُ المَخايلِ

فتىً تَضْحَكُ الأنباء عن ثغرِ مجده ... إذا ما بكتْ حُزناً عيونُ القبائلِ

تعَثَّرُ أرواحُ الرِّياحِ بشِلْوه ... فتعبَق من ألطاف تِلك الشمائلِ

علم الدين الشاتاني

<<  <  ج: ص:  >  >>