لم تُبق عندي النَّوى لُبًّا أَحارُ به ... يوم الفِراق ولا قلباً أُحارِبُه
ومنها:
وُمْنَتضٍ صارماً من لَحظ مُقلتِه ... على مُضاربه تُخْشى مَضاربُه
بدرٌ كأَن الثريّا في مُقَلَّدِه ... نِيطت بأَحسن ما ضَممَّتْ ذَوائبه
يا وَيْحَهُ أَنجومُ الليل تعشقه ... أَم قُلِّدَتْ مِدَحي فيكم ترائبه
وقال من قصيدة:
أَما والذي أَهدي الغرام إِلى القلبِ ... لقد فتنتني بالحِمى أَعينُ السِّرْبِ
رَمْتنا ولكن عن جُفونٍ مريضةٍ ... عَرَفْن مكان الحُبِّ من كَبِدِ الصَّبّ
وَأَطْلعنِ مِنْ سِجَفْ الخُدور أَهِلّةً ... جَعَلْنَ سماء الحسن أَسِنمَة النُّجْب
وما كنت أَدري أَنّ غِزلان عالجٍ ... مَراتعُها بين الأَكِلَّةِ والحُجْب
لقد أَخذوا بالبَيْن من كلّ عاشقٍ ... بَقِيَّةٍَ نَفْسٍ لا تُفيق من الحُبّ
رأَتْهُنّ من حَمْل السِّهام عوارياً ... وما عندها أَنَّ الكنائن في النَّقْبِ
ولو علم المُشتاق أَنّ حِمامه ... مع الرَّكْب لم يقرأْ سلاماً على الرَّكْب
ولمّا رأَيْنَ القُرْبَ عَوْناً على الجَفا لِذي الحُبِّ سَلَّطْنَ البِعاد على القُرْب
قيا قُرْبَ ما بين الصَّبابة والحَشى ... ويا بُعدَ ما بين المَسَرَّة والقلب
وما صَدّ عني النومَ مثلُ مُهَفْهَفٍ ... كأَنَّ به معنىً من الغُصُن الرَّطْب
ثنى عن نفيس الدُّرِّ فضلَ لِثامِه ... كما افترّ بدرٌ في الدُّجُنَّةِ عن شُهْب
ومنها:
تَقَلَّد من أَلحاظه مِثْلَ عَضْبِه ... فأَصبح يعتدّ الجُفونَ من القُربِ
وقد كنت أَخشى السيفَ والسيفُ واحدٌ ... فما حيلتي إِذ قلد العَضْب بالعضب
خليليّ هل أَلقى من الدَّهر مُسْعِداً ... يعرّفني مُرَّ الزَّمان من العَذْب
وقال من أبيات:
يا مالكَ القلبِ أَنت أَعلمُ مِنْ ... كلِّ طَبيبٍ بعلَّةِ القلبِ
إِن كنتُ أَذنبتُ في هواكَ فقد ... أَصبح هجري عقوبَة الذنب
إِنّي لأَرضى البِعاد منك إِذ ... كنتَ له مُؤثراً على القُرْب
وهجرُك المُرُّ إِن رضيتَ به ... أَطْيبُ عندي من وَصْلك العَذْب
ولائمٍ في هواك قلتُ له ... قبلَ سماعِ الكلامِ والعَتْبِ
قُمْ يا عَذولي فإِنّ قلبك لا ... تخِطُرُ فيه وَساوسُ الحبّ
جسمَك أَبلى السَّقامُ أَم جسدي ... وقلبُك المُسْتهام أَم قلبي
دَعْني بِداء الهوى أَموت فما ... أَطيبَ في الحبّ مِيتَةَ الصَّبّ
وقال في غلامٍ مجدورٍ:
رأَوا جُدَرِيّاً لاح في صَحْنِ خَدّه ... كدُرِّ العقود في نُحور الكواعب
وما هو إِلاّ البدرُ لمّا تكاملت ... مَحاسُنه نقَّطْنه بالكواكب
وقالوا رمتْه النائبات ضَلالةً ... وماعلموا أَنّ العُلى بالنوائب
[الجيم]
وقال يصف الشقيق:
وترى الشقيق كأَنّ روضتَهُ ... لمّا سقاه مُضاعفُ النَّسْجِ
حُلَلٌ مُعَصْفَرةٌ شُقِقْن على ... مُتَقابلاتِ ثَواكِلِ الزَّنِجْ
وله في زهر الباقلاء:
لله في زمن الربيع وصائفٌ ... حُفَّتْ بزَهْرَةِ باقلاءٍ مُبْهِجَهْ
وَلَوَتْ بمَفْرَقِهِا عِصابَة لؤلؤٍ ... فكأَنّ شمساً بالنجوم مُتَوَّجَهْ
وكأَنّ أنملها حَبَتْكَ بدُرّةٍ ... بيضاء مُطْبِقَة على فَيْروزَجه
[الحاء]
وله من قصيدةٍ:
بِمثلِ ذا لا يُعالَجُ البَرْحُ ... كيف يُداوي بقاتلٍ قَرْحُ
عابو ضلالي به فلا رَشِدوا ... واستقبحوا عِلّتي فلا صَحّوا
يا وَجْبَةَ القلب حين قُلتُ له ... علّك من نشوةِ الهوى تصحو