للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحسبُ الهوى أَني إذا رُمتُ نُصرةً ... من القلب لَبّاني بِنِيَّةِ خاذل

كأَنّ نسيماً من صَباً وشمائلٍ ... أَلمَّ بمعشوقِ الصِّشبا والشمائِل

فرنَّح في ثوب المَلاحة قَدَّه ... تَرَنُّحَ خُوطِ البانَةِ المُتمايل

ولمّا رمى باللَّحْظِ قلتُ لِجَفْنِه ... أخَلْفَك طَرْفٌ أَم كِنانُة نابِل

وما هي إلاّ مُقْلةٌ رَشَيِئَّةٌ ... أَصاب بها طَرْفي خَفِيَّ مَقاتلي

ومنها:

وإنّ بقاء النفس بعد فِراقه ... دليلٌ على أَنّ الهوى غيرُ قاتل

ومنها في المدح:

وكمْ قائلٍ لمّا فَضَضْتُ حقائبي ... لَدَيْكَ وسارتْ في عُلاك عقائلي

أَأَنتَ الذي صُغتَ النجوم قِلادةً ... ليَلْبَسَها في الحفل شَمْس الأَفاضل

وللهِ أَخلاقٌ إذا شئت أَنتجتْ ... فصاحَة قُسٍّ من فَهاهِة باقِل

سعى الدّهر في هضمي فلما كفَلْتني ... إِليك تناهى في نُموّ فضائلي

فها أَنا منه بين شاكٍ وشاكرٍ ... وَجُودُك فيه خيرُ كافٍ وكافل

ومنها في التهنئة بالعيد ووصف الهلال:

وقد زارك العيدُ الذي أَنت عيدُه ... بأَبلجَ في بيتِ السّعادة نازِل

براه إِليك الشَّوقُ حتى أَصاره ... بِفَضْلَة جِسمٍ كالقُلامِةٍ ناحل

وقال من أبيات في ممدوحٍ اسمه عبد الله:

وحقِّ نصف اسمه الأَخير لقد ... كنتُ له قديماً كأَوَّلِه

لا تُولِني من نَداك فوق مَدى ... شُكري فتوهي قِوُى مُحَمَّلِه

وقال:

ما لِمَنْ مَلّني ولي ... ساءه قَوْلُ عُذَّلي

لَيْتَه بالذي بُلي ... تُ به في الهوى بُلي

يا خَليلَّي والمَلو ... لُ كثيرُ التنقُّل

آه من سَطوة الحبي ... ب وفَرْطِ التَّدلُّل

وقال في غلامٍ مُغرى بالبدال:

ومُغْرَمٍ بالبِدال قلتُ له: ... صِلْني فكان الجواب: لا أَفعلْ

كأَنّه والذي يديم له النّع ... مة مني يخاف أن يَحْبَل

لو قيسَ بالرُّمْح قَرْنُ والده ... لكان منه بمثله أَطْول

يأتي ويؤتى إذا مخافة أَن ... يقالَ هذا عليه قد أفَضْل

فهو قليل الخلاف لو شئت أَن ... يبِذُلَ عَشْراً بالفَرْد لم يَبْخل

لا يعرِف الغدرَ بالحَريف ومِنْ ... عادته أَن ينام في الأوّل

لكلِّ مِيلٍ بِعَيْنِه أَثَرٌ ... وكلُّ عَيْنٍ بِمِيله تُكْحَل

أَحسن ما كان رامحاً يَقِص الْأب ... طال حتى رأَيته أَعزل

يكون من فوقُ راكباً فإذا ... تمَّ له الدَّسْتُ صار مِنْ أَسفل

ومنها:

فاغتنِم الوقتَ قَبْلَ ينبُت في ... خدَّيْك ما لا يُحَشَّ بالمنِجْلَ

فاستعِمِل النَّتْفَ ما استطعت فما ... أَقبحَ زَرْعَ اللِّحى إذا سَنْبَل

وإنّ وجهَ الإقبال عنك إذا ... وَلى رأَيت التَّعذير قد أَقبل

[الميم]

وقال من قصيدة:

سقاني على عَينْيه كأْسَ رُضابِه ... فأَسكرني أَضعافَ سُكرِ مُدامِه

وَأحسسُت قلبي بِداراً إلى الهوى ... فقلتُ له كُنْ منهما في ذِمامه

وما كنتُ أدري أَنّ خَمّار طَرفِهِ ... يُرَوِّق لي ما خَلْف دُرِّ لثِامه

هبوه أَعار الشمسَ ضوءَ جَبينه ... فمِنْ أَين للخَطِّيِّ حُسْنُ قَوامه

وإِن أنَتمُ أَنكرتمُ أَنّ قَدَّه ... تَقَلَّدَ مِنْ عينيه مثلَ حُسامه

فلا تنكروه إنّ حِلْيَةَ جِيده ... مُفَصَّلةٌ من ثَغْره وكَلامه

ومنها:

كأَنّ العيون النُّجْلَ قاسَمْنَه الهوى ... لأِنْ عليها مَسْحةً من سَقامِه

ومنها في المدح:

فتىً لم تزل أموالُه وعُداتُه ... على خَطَرٍ مِنْ بَذْله وانتقامِه

<<  <  ج: ص:  >  >>