للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جميعُ أَقوالِهِ دَعَاوِي ... وكلُّ أَفْعَالِهِ مَساوِي

ما زالَ في فَنِّه غريباً ... ليسَ له في الوَرَى مُسَاوي

وقوله:

هو المَجْفُوُّ ما أَمِنُا لدهْرٍ ... إذا ما نابَهُمْ خَطْبٌ دَعَوْهُ

فصار كأنه سَبَبٌ لديهمْ ... مَتَى حَصَلَتْ نَتَائِجُهْ رَمَوْهُ

وقوله:

يا لائمِي في غزالٍ ... قلبي رهينُ يَدَيْهِ

لا تطمعنْ في سُلُوِّي ... فلا سبيلَ إليه

كم لامني فيه قومٌ ... وَعَنَّفُوني عليه

حتى إذا أَبْصَرُوهُ ... خرُّوا سجوداً لديه

فاحفظْ فؤادَكَ فالمو ... تُ في ظُبا مُقْلَتَيْهِ

وقوله:

علامَ أَجوبُ الأَرْضَ في طَلَبِ الغنى ... وأُتْعِبُ نَفْسي والقلاصَ النواجيا

إذا كان لِي رزقٌ فليس يَفُوتُنِي ... أَكُنْتُ قريباً منه أَوْ كُنْتُ نائيا

وقوله في النزاهة والحمد:

لم تَزَلْ أَلطافُ رَبِّي ... أَبَداً عندي حَفِيّهْ

دائباً يُذْهِبُ عَنِّي ... كلَّ سُقْمٍ وَبَلِيّهْ

وقُصارَايَ وإن ... عُمِّرْتُ أَنْ أَلْقَى المنيه

[ولده أبو الحسين بن هبة الله بن عرام]

كان له شعر ويهاجي ابن عمه السديد، وتوفي وهو شاب بالقاهرة سنة سعبين وخمسمائة.

أبو القاسم عبد الحميد بن عبد المحسن بن محمد

الكتامي

المقيم بأسيوط الصعي من أدباء أسيوط، وهو بالعلم مغتبط مغبوط.

ومما نقلته من خطه له في مدح القاضي الأجل الفاضل:

ما الحبُّ ما أَوْلاَكَ من سَكَراَتِهِ ... أَمْراً يحولُ حُلاَك من حَالاَتِهِ

كلا وليس الحبُّ عندي غيرَ ما ... صادَ الغزالُ به أُسُودَ فلاتِهِ

قسماً بأيامِ العُذَيْبِ وباللِّوَى ... وبما تَشَاكَيْنَا على عَذَبَاتِه

لقد استجاشَ من المحاسنِ عَسْكَراً ... لا يستطيعُ القَلْبُ حَرْبَ كماته

قَمَرٌ تَجَلَّى للعيونِ فَلَمْ تَكُنْ ... بأَجَلَّ مِنْ مُوسَى لدى ميقاته

يَرْمِي القلوبَ بأَسْهُمٍ من جَفْنِه ... فكأنما الكُسَعِيُّ في لَحَظاته

وَلَئِنْ تَبَرَّأَ لَحْظُهُ من قَتْلَتي ... فكفاه نَضْحُ دَمِي على وجناته

غُصْنٌ إذا ماستْ به ريحُ الصَّبَا ... خَجِلَتْ غصونُ البان من حركاته

أَقْطَعْتُهُ قلبي فَقَطَّعَهُ أَسًى ... فعلامَ يُتْلِفَ ذاتهَ بأَذَانِهِ

من لي بوصلٍ إِنْ ظَفِرْتُ بِوَقْتِهِ ... أَحْيَيْتُ داعي الشوقِ بعد مماته

أَيَّامَ يَسْلُكُ بي هواهُ مَنْهجاً ... شهدَ التقى بالفوزِ مِنْ تَبِعَاته

والعينُ ليس ترى سوى ما تَشْتَهِي ... والقلبُ مَوْقُوفٌ على لذاته

والروضُ قد راضَ الخواطرَ عندما ... رَكَضَتْ خيولُ الغَيْثِ في جنباتِه

قد أَشْرَعَ الأَغْصَانَ أَرْمَاحاً وَقَدْ ... نَشَرَ الشقيقَ هناك من راياتِهِ

وتَدَرَّعَتْ عَذَبَاتُهُ بنسيمه ... بتشاجرِ الأَطْيَارِ في شَجَرَاتِهِ

كَتَبَ الغمامُ به سُطُورَ مُنَمِّقٍ ... في خَطِّهِ ودواتُهُ مِنْ ذَاتِهِ

ورأَى الطيورَ تُمِيلُهُنَّ بلحنها ... فأتى بها هَمْزاً على أَلِفَاتِه

وَتَبَرَّجَتْ فيه محاسنُ كِدْنَ أَنْ ... يَنْطِقْنَ من عَجَبٍ به بصفاته

فكأنما الأيامُ حين رَأَت إلى ... عبدِ الرحيمِ جَرَتْ على عَادَاتهِ

الفاضلُ اليَقِظُ المُعَظَّمُ قَدْرُهُ ... مَنْ كلُّ فضلِ الناسِ مِنْ فَضَلاته

قُطْبُ الرئاسةِ لم تَدُرْ أَفْلاَكُهُ ... مُذْ كُوِّنَتْ إِلا عَلَى إِثْبَاتِهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>