للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كُنْ موقناً أَنَّ الزمانَ وإِنْ غَدَا ... لك رافعاً سيعودُ يوماً واضعا

والطيرُ لو بَلَغَ السماءَ مَحَلُّهُ ... لا بُدَّ يوماً أَنْ تَرَاهُ واقعا

وقوله:

لا تَرْجُ عند اللئامِ مَنْفَعَةً ... ما لَمْ تُهِنْهُمْ بها ولا تَطْمَعُ

فالهُونُ بالطبعِ عندهُمْ أبداً ... يُفيد نفعاً وفيهمُ يَنْجَعُ

وقال في الغزل:

مَنْ مُعِيني على اقتناصِ غَزَالٍ ... نافرٍ عن حبائلي رَوَّاغِ

قَلْبُهُ قَسْوَةً كجُلْمُودِ صَخْرٍ ... خَدُّهُ رِقَّةً كَزَهْرِ الباغِ

كلما رُمْتُ أَنْ أُقَبِّلَ فَاهُ ... لَدَغَتْنِي عقاربُ الأَصْدَاغ

وله في الهجو من أبيات:

فلو كان مِمَّنْ يُساوي الهجاءَ ... إذَنْ لهجوتُ وَدَاخَلْتُهُ في

مَديحي وَهَجْوِي كفيلانِ لي ... برفعِ الوَضِيعِ وَوَضْعِ الشريفِ

وقوله في الغزل:

لَدَغَتْنِي عقاربُ الصُّدْغِ منهُ ... فَسَلُوه من ريقه دِرْيَاقَا

إِنَّني عاشقٌ له وهو مُذْ كا ... نَ ظَلُومٌ لا يَرْحَمُ العُشَّاقَا

وقوله في خلٍ أخل بوده وعامله بقبيح صده:

وخلٍ سَكَنْتُ إلى وُدِّهِ ... وكدتُ له يعلمُ اللهُ وامقْ

وَقَدَّرْتُ فيه جميلَ الإِخاءِ ... ولمَّا أَخَلْهُ عدوًّا مُمَاذِقْ

فعامَلَنِي بصنوفِ القبيح ... فِعْلَ لئيمٍ خبيثٍ مُنَافِقْ

على غير شيءٍ سوى أَنَّني ... بذلتُ له الودَّ دونَ الأَصادِق

ولستُ بأَوَّل مَنْ خانَهُ ... وِدادُ صديقٍ به كان وَاثِقْ

وقوله في الغزل:

يا لَقَوْمِي لغادةٍ جَمَعَتْ دَل ... الأغاني وسَطْوَة الأَمْلاكِ

فَتَنَتْنِي بلفظها وَثَنَتْنِي ... عَنْ رَشَادِي بِطَرْفِها الفَتَّاكِ

صَيَّرَتْنِي في العِشْقِ أَوْحَدَ دَهْرِي ... بَعْدَ أَنْ كُنْتُ أَوْحَدَ النُّسَّاكِ

وقوله:

أَتَتْنِي منك أَبْيَاتٌ حِسَانٌ ... هي الدرُّ الثمين بغيرِ شَكِّ

فكانت لا عَدِمْتُكَ بُرْءَ جِسْمي ... من البَلْوَى فَقَدْ زالَ التشكِّي

وقوله:

إذا أَثْرَيْتَ من أَدَبٍ وَعِلْمٍ ... فلا تَجْزَعْ ولو تَرِبَتْ يَدَاكَا

فمعنى الفقرِ فَقْرُ النفسِ، فاعْلَمْ ... وإنْ أَلْفَيْتَ في اللفظِ اشتراكا

وقوله:

قالوا فلانٌ قد تَعَدَّى طَوْرَهُ ... جَهْلاً عليكَ ولستَ من أَشْكالِهِ

هو يَقْتَضِي لا شكَّ ما عَوَّدْتَهُ ... من حَلْقِ لحيتهِ وَنَتْفِ سِبَالِهِ

وقوله من أول قصيدة في رضوان الوزير:

جَدَّدْتَ بعد دُروسِهِ الإِسْلاَمَا ... وَجَلَوْتَ عنه الظُّلْمَ والإِظْلاَما

وَطَوَيْتَ راياتِ الضلالِ مجاهداً ... وَنَشَرْتَ في عِزِّ الهُدَى أَعْلاَما

وقوله:

معاذ الله أَن أَغْدُو كَقَوْمٍ ... متى افتقروا فَهُمْ حُلفاءُ همِّ

إِذا تَرِبَتْ يداي فلستُ آسَى ... وَقَدْ أَثْرَيْتُ من أَدَبٍ وعلم

وقوله:

أَتْعَبْتُ نَفْسي وَفِكْري ... في مَدْحِ قَوْمٍ لِئَامِ

وَعزَّنِي حُسْنُ بِشْرٍ ... مِنْهُمْ وَطيبُ كلامِ

فما حَصُلْتُ لَدَيْهِمْ ... إِلاَّ عَلَى الإِعْدَام

ولو جَعَلْتُ قَرِيضي ... مَرَاثياً في الكرام

لَحُزْتُ ذِكْراً جميلاً ... يَبْقَى على الأيَّام

وقوله:

إنْ كانَ غَرَّكُمُ حِلْمٌ عُرِفْتُ به ... فإنَّ لي مَعَ حِلْمي جانباً خَشِنَا

وإنْ تَكُنْ مِدَحي أَضْحَتْ لكمْ جُنَناً ... فإنَّ أَسْهُمَ هَجْوِي تَخْرِقُ الجُنَنَا

وقوله:

كيف لا يُزْهَى علينا ... مُسْتَطِيلاً وَيَتِيهُ

وَهْوَ في الحُسْنِ فَريدٌ ... ما له فيه شبيهُ

وقوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>