للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيف يصحو مَنْ سُكْره مِنْ لحاظٍ ... ورُضابٍ عَذْبٍ وقَدْ رَداح

قلتُ لما تَكنَّف الرَّوْضةَ الأَفْ ... راحُ والحُسْنُ من جميع النواحي

هذه الجنَّةُ التي وَعَدَ الل ... هُ وما عن نعيمها من بَراح

وكأنّا فيها اختلسنا نسيماً ... من سَجايا جيّاشٍ بن نجاح

فهو كان الذي يَروقُك لا نَوْ ... رٌ أَنيقٌ ولا نَسيمُ أَقاح

علم المجد ذي الفضائل فخر الْ ... أُمّة المُرْتضى الفتى الجَحْجاح

غافر الذنب مِسْعَر الحرب جالي الْ ... كَرب غَوْث اللاّجي حَيا المُلْتاحِ

لفظه في الصَّحائف السُّود يُغني ... هـ ويكفي عن سَلّ بِيضِ الصِّفاحِ

وله:

إِن تحسبونيَ من أَجناسكم رجلاً ... فالْمَنْدَل المُصطفى نوعٌ من الخشبِ

أتى تُحيلون فضلي عن مَعادِنه ... متى استحال نُحاساً مَعْدِن الذهبِ

والدّينُ والخِيم والعَلْياءُ تعرفني ... أَجزي بِغدرٍ وفاءَ المُنعمِ الحَدِبِ

وله من قصيدة بعث بها إلى ابنه شكيل:

قل للشكيل وسَلْه ما المَعْنى بأن ... أَشقى بها وأَنا المُقيمُ ببابِها

فإِذا هَوَتْ دَلْوي تُريد قَلِبيَها ... جاءَتْ بجَنْدَلها معاً وتُرابها

وإِذا بها أَدلى سِوايَ دَلْوَهُ ... جاءَتْه مُتْرَعةً إِلى أكرابها

وله في أخرى:

عَظيمٌ يَهونُ الأَعظمونَ لِعِزِّه ... فمَطلبُه في كلِّ أَمرٍ عظيُمُه

تأَخَّرَ مَنْ جاراه في حَلْبَة العُلى ... وقَدَّمَه إِقدامُه وقَديمهُ

كتائبُه قبلَ الكتائب كُتْبُه ... ويُغْنيك عن بَطْشِ الهِزَبرْ نَئيمهُ

فلولاه لم يَثْبُت على الحمد حاؤه ... ولا وصلتْ يوماً إِلى الدال ميمهُ

تَميدُ قلوبُ العالَمين وأَرضُهم ... إِذا ما سرتْ أَعلامُه وعلومه

يُبيح لعافيه كرائمَ ماله ... ويمنع من أَنْ يُستباح حَريمُهُ

وأَحيا بلُطف الرأْي منه ومعطم الْ ... عطايا رجائي فاستقلّ رميمهُ

يشكل في إِكرامه كلُّ زائر ... ويسأَل هذا جارُه وحميمهُ

الملك أبو الطامي

جياش بن نجاح صاحب زبيد

وصفه في الشعر بالإكثار والإجادة، وفي الترسل بالتوسط فيه على العادة، قال رأيت ديوان شعره مجلداً ضخماً، وعدة مجلدات تجمع نثراً ونظماً، وهو الذي صنف كتاب المفيد في أخبار زبيد. أورد من شعره قوله:

وبجسُدتي قومي وأُكْرِمُهمُ فهل ... سوايَ حوى الإِكرامَ منه حَسودُهُ

ولو مِتّ قالوا أَظلمَ الجَوُّ بعدَه ... وغاض الحيا الهطَّالُ مُذْ غاض جُودُهُ

وقوله يذم أصحابه:

ما انتظار الدّجال إِذ أَنا أَلقى ال ... يَوْمَ كم من مُداهِنٍ دَجّالِ

ليس فيهم من سائلٍ عن صلاحٍ ... لي ولا مِنْ مُقَصِّرٍ في سؤالي

وقوله:

إذا كان حِلْمُ المَرْءٍ عَوْنَ عَدُوِّه ... عليه فإِنّ الجهل أَبقى وأَروحُ

وفي الصفح ضَعفٌ، والعُقوبة قُوَّةٌ ... إِذا كنت تعفو عن كَفورٍ وتصفحُ

وكتب إليه ابن القم الشاعر:

يا أَيُّها المَلك الذي خَرَّتْ له ... غُلْبُ الملوك نواكسَ الأَذقان

أَترى الذي وسعَ الخَلائق كلَّها ... يا ابن النصير يضيق عن إِنسان

فأجابه جياش:

لا والذي أَرْسى الجبالَ قواعداً ... ذي القوّة الباقي وكلٌّ قانِ

ما إِن يَضيق بِرَحْبنا لك مَنْزِلٌ ... ولوَ أنَّه في باطن الأَجْفانِ

وله:

تَذوبُ منَ الحيا خَجَلاً بِلَحظي ... كما قد ذُبْتُ من نَظري إِليكما

أَهابُك مِلْءَ صَدْري إِذْ فؤادي ... بجُملته أَسيرٌ في يَدَيْكا

ومما أجاد فيه قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>