للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رميتُ نبلاً أصابتني فلست أرى ... يوماً أعاود ذاك النزعَ في وتري

وله:

سبحانَ من صاغ الأنامَ بقدرة ... منه وأفرد بالملاحة جعفرا

حمل المحاسنَ كلّها مجموعة ... في وجهه كالصيد في جوف الفَرا

أبو الفتح محمد بن الحسين

ابن القرقوري الكاتب

أثنى على نظمه ونثره كثيراً، وذكر أنه كان قدْرُه كبيراً.

له:

حسب العواذل ما قد مرّ من عذلي ... شغلن بي وأنا عنهنّ في شُغُلي

يسُمْنَني النّسك لا يسأمن معتبتي ... ولا وحقّ الصبا ما النّسك من عملي

هيهاتَ خامرني خمر العيون كما ... تخامر الخمر عقل الشارب الثّمِل

إن العيون نفثن السّحر في عُقدي ... سحراً يوهّن كيدَ الفاتك البطل

وله:

بلا مِريةٍ إنّ العذولَ لمسرفُ ... غداةَ اغتدى في مجهَلِ اللوم يعسفُ

أطال صحيحاً من ملامة مدنف ... وشتّان في أمر صحيح ومدنف

فيا طيبها من كفّه إذ يديرها ... ويدني ثناياه إليّ فأرشف

رضاب أبِن لي ما بردت ببرده ... غليليَ أم ماء زلال وقَرقفُ

ووجهك أم صبح وفرعك أم دجى ... ولحظك أم عضب الغرارين مرهف

فيا زهرة الدنيا التي ليس تُجْتَنى ... من الصون إلا بالعيون وتقطف

تقاسمك الضدان شطرٌ مثقّل ... تحمّل أعباء وشطرٌ مخفّف

أقلبي الذي راع العذولَ اضطرابُ ... فأقصر عني أو جناح يرفرف

ضَلالٌ رجاء العاذلين إنابتي ... وإن قيّدوني جاهلين وعنّفوا

وفي المخلص:

وماذا عليهم أن أجود بتالدي ... وأفني طريفي قبل يومي وأتلف

لهم ما اقتنوا فليحرصوا في ادّخاره ... ولي كنز شِعر لا يبيد ويوسف

أبو عبد الله محمد بن الحسن

ابن القرني الكاتب

ذكر أنه منجّم، حاسب، كاتب.

له في وصف الغرق:

ينضج جسمي على الفراش لما ... بالقلب من لوعة ومن حُرق

لعارض يستهلّ واكفه ... عليّ واش بالوابل الغدِق

مثل غريق نجا بمهجته ... وكابد الموجَ خشيةَ الغرق

[أبو القاسم هاشم بن يونس الكاتب]

ذكر أنه صاحب ترسل ومقامات، وملَح وروايات وله من قصيدة:

ألمّت بنا والليل سود ذوائبه ... تطالعنا راياتُه ومواكبُه

وبين سواد الليل أبيض ماجد ... تخرّ لديه ساجدات كواكبه

على حينَ نام الليل وانتبه الهوى ... وأونس مغناه وأوحش راكبه

ولما بدا طيف البخيلة سامحت ... بوصل ولا وصلٌ لمن هو طالبه

عجبت لدانٍ وصله وهو نازحٌ ... كأني على بعد الدّيار أقاربه

بعيدٌ قريبٌ في الفؤاد محلّه ... فدر تنائيه ونفس تصاقِبه

وبتنا ونار الحب تضرم بيننا ... ودمع الهوى يهمي على الخد ساكبه

أقبّله طوراً وطوراً أضمّه ... وأعرضتُ عن دهري فلست أعاتبه

وفارقني عند الصباح برغمه ... وكل عطاء النوم فالصبحُ سالبه

وله من أخرى:

وأغيد مجدول القوام مهفهف ... دعاني فلم ألبث ولم أتخلّفِ

فلما استمرّ الحب بيني وبينه ... وفيت له بالعهد فيه ولم يفِ

ومنها:

أكلُّ خليل هكذا غير مسعف ... وكل حبيب في الهوى غير منصف

نعم كل مسدول الغدائر غادر ... وكل لطيف الكشح ليس بملطف

ومنها:

ويوم كأن الشمس فيه عليلةٌ ... لها من وراء السّجْفِ نظرةُ مُدنَفِ

جمعتُ الهوى فيه لأبيض ماجد ... أعلّ ببكر من ثناياه قرقَفِ

وصَحْبٍ سمتْ بي همة فصحبتهم ... فمن متلفٍ مالاً وآخرَ مخلف

ومنها:

ويوم تنادوا من يجير من الرّدى ... وما لخيول القوم من متصرف

<<  <  ج: ص:  >  >>