للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وارتياحي إلى الغزال وقد ما ... رَسَ منه الرَّدى أَشَدَّ مِراس

لَيقومَنَّ للشريعة هادٍ ... قاصمٌ للعدى شديد الباس

قُرَشِيٌّ لا من بني عبد شَمْسٍ ... هاشميٌّ لا من بني العبّاس

فاطِميُّ النِّجار من آل موسى ... قد حوى العلمَ كالجبال الرواسي

ملأ الأرضَ عدلُهُ بعد ما طه ... رها من مظالم الأرجاس

في وَلاكُمْ يا آل بيت رسول ال ... لَّهِ صارمتُ مَعشري وأُناسي

حُبُّكُم غايةُ الثواب وما في ... ثَلْبِ مَنْ سَنَّ بُغضَكُم من باس

وله:

ما آن يا قلب لي أن أتوبُ ... وقد علا رأْسِيَ المَشيبُ

إذا شبابُ الفتى تَقضَّى ... فالموت من بعده قريب

كلُّ سَقامٍ له طبيبٌ ... وما لما حلَّ بي طبيبُ

أُنكِرُ حُبّي لكم وما إنْ ... يُنكَرُ أَنْ يُعْبَدَ الصّليبُ

قد اقتسمنا على سواءٍ ... فلا تقولوا ولا نُجيبُ

خُذوا يزيداً لكم وشَمرا ... فما لنا فيهما نصيب

نصيبُنا كلُّه عليٌّ ... الفاضل السيِّدُ اللَّبيب

وله في مرثِية أهل البيت عليهم السلام:

سقى منزلَ الأحباب حيث أقاموا ... دموعٌ متى ضَنَّ الغَمامُ سِجامُ

فلَهفي لِبَدرٍ ما استتَمَّ وإنَّما ... نصيبُ الكُسوفِ البدرُ وهو تمامُ

فمالوا عليه مَيلةً جاهليَّةً ... أماتوا به الإسلامَ وهو غلام

فلولا بكاءُ المُزن حُزناً لفَقدِه ... لما جادَنا بعد الحسين غَمامُ

ولو لمْ يَشُقَّ جِلبابه أسىً ... لما انفكَّ عنّا مُذْ فُقِدْتَ ظلام

أَلا ما لِلَيلي لا انجِلاءَ لِصُبْحِه ... وما لِجُفوني لا تكادُ تنام

وما لفؤادي صار للهَمِّ مأْلَفاً ... أَسىً، أَعليه للسرور لِثامُ

وله من قصيدة يستطرد بخلافة أبي بكر رضوان الله عليه:

وإذا لزِمْتَ زِمامَها قَلِقَتْ ... قَلَقَ الخلافة في أبي بكر

لقد أبطل في قوله، فإنَّ أبا بكر أزالَ قلقَها، وأنار أُفقها، وطبَّق العدلَ مغربها ومشرقها.

البديهي المَوصليّ

له في الوزير أبي شجاع وقد استُوزِرَ بعد ابن جَهير:

ما اسْتُبدِلَ ابنُ جَهيرَ في ديوانهمْ ... بأبي شُجاعَ لرِفعةٍ وجلال

لكن رأَوْهُ أَشَحَّ أهلِ زمانهمْ ... فاستوزروه لحِفظ بيت المال

نباتة الأعور الأُبري

من الموصل. رجلٌ أُمِّيٌّ بارزِيّ، من بني عم شرف الدَّولة ابن قريش، خبيث الهجو مرهوب الشَّباة. أنشدني له بعض أصدقائي من واسط يهجو علَوِيّاً من حلب:

شريفٌ أصله أصلٌ حميدٌ ... ولكن فِعلُه غير الحميدِ

ولم يخلُقه ربُّ العرش إلاّ ... لتنعطف القلوب على يزيد

وله في ابن خميس:

أقبلْتَ والأيّامُ راجعةٌ ... ووَلِيتَ والبلوى لها سبَبُ

ما صِرْتَ رأْساً يُستقادُ به ... إلاّ وعند المَوصل الذنب

وكان بهاء الدين الشَّهرزوري بفَرْدِ عَيْنٍ، فقال فيه:

وما جمعَتْ بيننا شَهرَزور ... ولكن بالنظر الفاسد

وله وقد عُزِل أحد بني خميس ووُلِّي أخوه:

علَوتُمْ يا بني خميسٍ ... وكنتمُ في الحضيض أَسفلْ

وسُسْتُمُ النّاسَ بعدَ وهْنٍ ... كأَنَّما اللهث قد تحوَّل

إن كان لا بدَّ من خرابٍ ... فالبومُ أولى بها وأجمل

عسى بردّ المعين يأْتي ... زماننا والأمير يفعل

ولنباتة يهجو بعض رؤساء الموصل:

فكم في سُكُفّات الفتى من مُضيَّعٍ ... إذا ما مشى من فوقها صَرَّتِ النَّعلُ

ولو سأل القرنانُ حيطانَ داره ... لجاوبه من كل زاوية نَغْلُ

وذاكَ فُضولٌ كان منّي وِخِفَّةٌ ... أَغارُ على من لا يغار لها بعلُ

ولنباتة يخاطب نقيب العلويين بالموصل:

<<  <  ج: ص:  >  >>