للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لك السرورُ، وللواشي بكَ التَّعَبُ ... لكَ النعيمُ، وللساعي بك النَّصَبُ

لك المفاخرُ والعلياءُ والرُّتَبُ ... لحاسديك الشقَا والوَيْلُ والْحَرَبُ

هُمْ كالفراشِ رأَوْا ناراً تُضِيء لهمْ ... فيمَّموها فلا بِدءعٌ إِذا التهبوا

[الكاسات]

هو الفقيه أبو محمد عبد الله بن أبي سعدٍ المعروف بالكاسات.

ذكر الرشيد بن الزبير في كتاب الجنان أنه كان خفيف الروح كثير المجون، يضحك بنوادره وسخفه المحزون، قال: ومما أنشدني لنفسه من شعر قوله:

نَيْلُ العُلاَ بسوى الإِحسانِ مُمْتَنِعُ ... واللؤْمُ طَبْعٌ لمن في عِرْضِهِ طَبَعُ

والحرُّ يأْلَفُ ما يأتيه من كَرَمٍ ... فليس يَرْدَعُهُ شيءٌ ولا يَزَعُ

والمجدُ يَنْفِر مثلَ الوحشِ عن نَفَرٍ ... يكفيهمُ الرِّيُّ دون المجدِ والشِّبَعُ

مَاتوا وفَاتوا فما ضَرُّوا بموتهمُ ... خَلْقاً كما أنَّهُمْ عاشوا وما نفعوا

تبّاً لهمْ جَمَعُوا مالاً وغَالَهُمُ ... عنه الحِمامُ فما فازوا بما جمعوا

منها:

شكا انتزاحَ المَدَى صَحْبي فقلت لهم ... لا يَعْذُبُ الشَّهْدُ حتى يُؤْكلَ السَّلَعُ

صَدُوا وإِنْعامُكَ الهامي أَمَامَهُمُ ... بحرٌ إذا ما دَنَوْا من سَيْبه شَرَعُوا

يا من إِذا سَمِعَ الناسُ الكرامُ به ... وعاينوه، رأوا أضعافَ ما سمعوا

قلْ فيه ما شئْتَ من جودٍ ومن كرم ... ففوقَ ما يَذْكُرُ المُدَّاحُ ما يبَدَعوا

يا من يجاريه لا تَحْلُلْ بساحته ... فليسَ يُؤْمَنُ في آجامه السَّبُعُ

وخُذْ من السهمِ حِذْراً في تأخُّرهِ ... فربما لم تَفُتْهُ حين ينتزع

ولا تَخَفْ حين تلقى الليث داهيةً ... من وثبةِ الليثِ إِلا حين يجتمع

منها في صفة دار الملك:

شَمّاءُ كالجبلِ الرَّاسي يجاوِرُها ... بحرانِ، نِيلٌ ونَيْلٌ كيفَ يَنْقَطِعُ

كأنها كعبةٌ والقاصدون لها ... مثلُ الحجيجِ إذا طافوا بها رَكعُوا

منها:

لا ترضَ لي بسوى الإكرام جائزةً ... فليس مِثْلي بكَسْب المالِ ينتفعُ

واخْلَعْ عليَّ دنوّاً منك يَنْفَعُني ... ما ليس تنفعني الأَموالُ والخِلَعُ

[الشريف أبو الحسين علي بن حيدرة]

من ولد عقيل بن أبي طالب من أهل مصر، له:

كأنّ الثُّرَيَّا والهلالُ أمامها ... يدٌ مَدَّها رامٍ إلى قوْسِ عَسْجَدِ

وله

وقائلٍ ما المُلْكُ يا مَنْ له ... أَجْوِبَةٌ يَشْفِي بها قلبي

فقلتُ إِن كان على مَذْهَبِي ... فالملكُ عندي راحةُ القَلْبِ

وله في زامر:

وزامرٍ يَكْذِبُ فيه عائِبُهْ ... تكثرُ في صَنْعَتِهِ عَجَائِبُهْ

يحجبُ صبرَ المرءِ عنه حاجِبُهْ ... ويُسْكِرُ الشاربَ مِنْهُ شَارِبُهْ

كأنما ناياتهُ ذوائبُه

وله

اسْمَعْ جُعِلتُ فداكا ... نُصْحِي، وجانِبْ هواكا

أَلسْتَ في كلِّ يومٍ ... تَرَى مُنَاكَ مُنَاكا

وله

وفتيانٍ بَنَوْا لهمُ فخاراً ... رفيعَ السَّمْكِ في خططِ المعالي

إذا ما المرءُ صارَ لهم خليطاً ... تَفَكَّهَ في الجميلِ وفي الجَمَالِ

[أبو طاهر الإبرنسي]

له:

لابن فَيَّاضٍ سليما ... نَ وَقَانا اللهُ شَرَّهْ

لحيةٌ ليست تُسَاوِي ... في نَفَاقِ السِّعْرِ بَعْرَهْ

وله

سليمانُ بن فياضٍ وَقَاحُ ... له في الناس آثارٌ قِبَاحُ

متى عامَلْتَهُ أَعطاك بُهْتاً ... وحَلْفاً حَشْوُهُ خُبْثٌ صُرَاحُ

وتحلفُ عِرْسُهُ أَني حصانٌ ... وأَني لا يَلَذُّ لِيَ النكاح

كأنَّهُمَا لِمَيْنِهِما جميعاً ... مُسَيْلِمَةٌ وزوجتهُ سَجاحُ

أبو العباس أحمد بن مفرج

<<  <  ج: ص:  >  >>