للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تصحبنّ إذا صحبت أخا ... جهلٍ ولو أنّ الحياة معَهْ

إن الجهول يضرّ صاحبَه ... من حيث يحسب أنه نفعَهْ

وقوله:

صديقي الذي في كل يوم وليلة ... يكلفني من أمره ما لَهُ بال

ولا يؤثر التخفيف عني فإنما ... علامة صدق الودّ عندي إدلال

وقوله من قطعة:

عادِ الجهولَ فإنه ... ممن يعينُك في هلاكِهْ

واحذر معاداة اللبي ... ب فليس يخلص من شباكِهْ

وقوله:

اجعلْ صديقك نفسك ... وجوفَ بيتك حِلْسَك

واقنع بخبزٍ وملح ... واجعل كتابَك أنسك

واقطع رجاءك إلا ... ممن يصرِّفُ نفسك

تعشْ سليماً كريماً ... حتى توافيَ رمسك

وقوله:

وإذا الفتى بعد طو ... ل خصاصة بلغ الأملْ

فكأنّ بؤسي لم تكن ... وكأنّ نُعمى لم تزُلْ

وقوله في مدح الانفراد:

من كان منفرداً في ذا الزمان فقد ... نجا من الذل والأحزان والقلقِ

تزويجنا كركوب البحر ثم إذا ... صرنا الى ولدٍ صرنا الى الغرق

وقوله في الشيب:

أيروم من نزلَ المشيب برأسه ... ما قد تعوّد قبلُه من فعلِه

من لم يميّز نقصَه في جسمه ... في الأربعين فإنّه في عقله

وقوله:

عجَباً للموت يُنسى ... وهو ما لا بدّ منه

قُل لمن يغفل عنه ... وهو لا يغفل عنه

كيف تنساه وقد جا ... ءتك رُسْل من لدنه

سوف تلقى الويلَ إن جئ ... تَ بعذرٍ لم تبِنه

وترى جسمَك في النا ... ر غداً إن لم تصنه

والذي ينجو من النا ... ر أخو التقوى فكُنْه

[أبو الحسن بن عبد الله الطرابلسي]

له في بدوّ الشيب:

وزائرة للشيب حلّت بعارضي ... فعاجلتُها بالنّتْفِ خوفاً من الحتف

فقالت: على ضعفي استطلْتَ ووحدتي ... رويدَك للجيش الذي جاء من خلفي

وله:

أتدري ما يقول لك العذولُ ... وتدري ما يريدُ بما يقولُ

يريد بك السلوّ وهل جميل ... سلوّك عن بُثينة يا جميلُ

وله من قطعة:

يا ربّة الهودج المزرور كيف لنا ... بالقرب منك وهل في وصلكم طمَعُ

إن تبذليه فإن الماءَ من حجرٍ ... أو تبخلي فمنال الشمس يمتنعُ

أبو القاسم عبد الرحمان بن عبد الغني

المقرئ الواعظ

له مرثية:

سيف المنية آفةُ العمْرِ ... كلّ العباد بحدّه يفْري

حكم المهيمن بالفناء لنا ... فمَنِ الذي يبقى على الدّهْر

وله:

أيا من نال في الدنيا مُناه ... تأهّبْ للفراق وللرحيل

ولا تفرحْ بشيء قد تناهى ... فما بعد الطلوع سوى النزول

أبو بكر عتيق بن عبد الله بن رحمون

الخولاني المقرئ

لا تخش في بلدة ضياعا ... حيث حياة فثمّ رِزقُ

قد ضمن الله للبرايا ... رزقهم فالعناء حُمقُ

أبو سعيد

عثمان بن عتيق الصفار الكاتب

له من قصيدة في الأمير المعتصم أبي يحيى محمد بن معن بن صمادح:

فاضَ عقيق الدمع فوق البهر ... وانحدر الطّلُّ على الجلّنار

واجتمع الغصنان لكنّ ذا ... ذاوٍ وهذا يانع ذو اخضرار

وكاد ذا ينقدُّ من لينه ... وكاد هذا يعتريه انكسار

واضطرمت في القلب نارُ الجوى ... فهذه الأدمعُ عنه شَرار

[أبو حفص عمر بن عبد الله الكاتب]

له:

أرقٌ أراقَ مصونَ دمعيَ كاربُه ... وهوًى هوى بجمل صبريَ غالبُه

ومنه:

نازعته بعد الجماح عنانه ... والليل أليَلُ ترجحنّ غياهبه

فقضيتُ بالتمويه منه لبانةً ... وجعلت إعتابي بحيث أعاتبه

وتشكُلُ الحالين أشكل أمره ... لما استوى صدقُ العناقِ وكاذبه

وله:

<<  <  ج: ص:  >  >>