للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحاشا أبا الفَيّاض ممّا يَشيِنُه ... يقول: نَصيحٌ غَشَّهُ، وَهْوَ لا يدري

وسألت عنه ب الموصل سنة سبعين وخمس مئة، فقيل لي: إنه صاحب دارا ونديمه، ويواظب عمله ويديمه.

[دبيس المدائني]

من المدائن.

ضرير، بالأدب بصير. لقيته، واستنشدته أشعاره. وهي في غاية الرقة، بعيدة عن التعسف وارتكاب المشقة.

لما توفي ثقة الدولة بن الدريني، سنة تسع وأربعين وخمس مئة، رثاه بقصيدةٍ، أنشدني منها من حضر العزاء، وهو عز الدين البروجردي، قال: سمعته ينشد:

قد قلت للرَّجُل المُوَلَّى غسلَهُ ... هَلاّ أطاع، وكنت من نُصَحائِهِ

جَنِّبْهُ ماءَك، ثُمَّ غَسِّلْهُ بما ... تُجْريه عينُ المجدِ عندَ بكائِهِ

وَأَزِلْ أفاوِيهَ الحَنُوطِ وطِيبَهُ ... عنه، وَحِنّطْهُ بطِيب ثَنائِهِ

ومُرِ الكِرامَ الكاتبينَ بحَمْله ... أَوَ ما تراهم وُقَّفاً بإزائِهِ

لا تُوهِ أَعناق الرِّجال بحمله ... يكفي الَّذي فيهِنَّ من نَعْمائِهِ

وأنشدني مجد الدولة، أبو غالب، بن الحصين، من قصيدةٍ، سمعه ينشدها في الوزير، يصف الحرب:

وفي قدود الرِّماح السُّمْر منعَطَف ... وفي خدود السُّرَيْجِيّات توريدُ

تغنّتِ البِيض، فاهتزَّ القَنا طرباً ... مثلَ اهتزازِك إِذْ يدعو بك الجودُ

[القاضي أبو حامد بن الأشتري]

من المدائن.

ذكر الأمير ابن الصيفي: أنه كان من معيدي المدرسة النظامية ب بغداد. من فضلاء أصحاب الشافعي.

وكان له صديق من باب النوبي: يجتمعان كل ليلة عند ضوء المنار المنصوب، يتحادثان. فإن رفع المنار الذي يشعل، يفترقان.

قال: أنشدني لنفسه في المنار:

رِكابُ أدلَّة، كالسَّطْر حالا ... قوائمه مخالفة كلالا

لكلّ مطيّةٍ منها ثلاثٌ ... وما عرَفَت قوائمُها كَلالا

إذا ميِطت عمائمُهم أناخُوا ... وإِنْ نِيطت بهم ثُرْنَ اشتعالا

مواقفُ للعتاب لنا حِذاهم ... نواعدهنَّ هَجراً أو وِصالا

فيسكُنً صاحبي، وهُمُ وقوفٌ، ... ويقلَقُ كلَّما عزَمُوا ارتحالا

[المعلم أبو الأزهر]

الضحاك، بن سلمان، بن سالم، بن وهابة، المرئي. من أهل المحول.

قال السمعاني في تاريخه المذيل: شيخ صالح. له حظ من اللغة والعربية. يعلم الصبيان ب المحول. وله يد باسطة في الشعر.

وأورد مما أنشده لنفسه قوله:

ما أنعم الله على عبده ... بنعمة، أوفَى من العافِيَهْ

وكلُّ مَنْ عُوفيَ في جسمه ... فإنّه في عيشة راضيه

والمالُ حلوٌ حَسنٌ جيّدٌ ... على الفتى، لكِنَّه عاريه

وأسعدُ العالم بالمال، مَنْ ... أدّاه للآخرة الباقيه

ما أحسنَ الدُّنيا ولكنّها ... مَعْ حسنها غادرةٌ فانيه

وقوله:

هَبُوا الطَّيفَ ب الزَّوْراء ليس يزورُ ... فما لنجوم الليل ليس تغورُ؟

تطاولَ بعدَ الظّاعنينَ. وطالما ... قضينا به الأوطارَ، وَهْوَ قَصِيرُ

فإِن يُمْسِ طَرْفي ليس تَرْقَا جفونُهُ ... فيا رُبَّما أمسيتُ وَهْوَ قريرُ

لياليَ يُلهيني وأُلهيهِ أَغيدٌ ... أَغَنُّ غَضيضُ المقلتين غريرُ

هذا، ما اخترته.

أبو القاسم عبد الغني بن محمد بن عبد الغني بن محمد بن حنيفة

الباجسري

رجل فاضل، صالح، متميز. من تناء بعقوبا، من أعمال طريق خراسان ب بغداد.

توفي بها في شعبان، سنة إحدى وثلاثين وخمسة مئة.

قال محمد بن ناصر، الحافظ البغدادي: ولي منه إجازة بجميع رواياته، وسمعت عليه أيضاً.

أنشدني عبد الغني الباجسري لنفسه قوله:

إِنْ تحاولْ علم ما أُضْمِره ... من صفاء لك، أو من دَخَلِ

فاعبِرْهُ منك، واعلم أَنَّه ... لك عندي مثلُ ما عندَك لي

وقوله:

لا تَكُ ما بينَ الورى معلِناً ... بالأمر، إلا بعدَ إِبرامِهِ

فمن وَهِي أمرٍ وإِفسادِه ... إعلانُه من قبل إِحكامِهِ

وقوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>