ألا أيها الوادي المَنِينيُّ هل لنا ... تلاقٍ فنشكو فيه صُنعَ التفرُّقِ
أبُثُّكِ ما بي من غرامٍ ولوعةٍ ... وفرطِ جوىً يُضْني وطولِ تشوُّقِ
عسى أن تَرِقّي حين مُلِّكتِ رِقَّهُ ... وتَرثي له ممّا بهَجرِك قد لقي
بوَصْلٍ يُرَوِّي غُلَّةَ الوَجدِ والأسى ... ويُطْفى به حَرُّ الجوى والتحرُّقِ
[أبو الحسن علي]
ابن مَرْضِيّ بن علي بن محمد بن عبد الله بن سليمان مولده ومنشؤه بشيزر وحماة، أنشدني القاضي أبو اليسر قوله:
تولّى الشبابُ وحانَ المماتُ ... وقرّبَ لي الشَّيبُ إتيانَهُ
وينظر ما في الكتاب الذك ... يي من حيثُ ينظرُ عُنوانَهُ
إذا مِتّ جاوَرْتُ مَن لم يزل ... يُجيرُ من النارِ جيرانه
فأسألُ توفيقَه في المَعادِ ... ورحمتَه لي وغفرانَه
فليس الموفَّق إلاّ الذي ... يُوفّقه اللهُ سبحانَه
جماعة من أهل معرة النعمان
هبة الله بن مُيسر بن مِسعر المعري
كان في زمان أبي المجد، جدّ أبي اليُسر الكاتب، وهو من بني عمه.
ذكر لي أبو اليسر أنه قال في جدّه وهو محبوس يستغيث به من كلمة:
لِمَن طَلَلٌ بأعالي زَرودِ ... مَعاهِدُهُ ماثِلاتُ العُهودِ
ومنها:
أُنادي وقد أَصْمَدتْني الخُطوبُ ... أخاكم، وَمَنْ للقتيلِ الشهيدِ
أبا المجدِ، والمجدُ منك اسْتمَدَّ ... عُلاً ونُهىً ضافياتِ البُرودِ
فيا مُنتهى غاية المستغيث ... ويا مَفْزَع المُستَجيرِ الطَّريدِ
دعوتُك لمّا بَراني البِلى ... وأَثْقَل رِجْلَيَّ حَمْلُ الحديدِ
وما أرتجي في سِواكَ الصلاحَ ... لحالي ولا عنك لي من مَحيدِ
أحمد بن علي بن عبد اللطيف المعروف ب
ابن زريق
أنشدني تقي الدين أبو اليسر الكاتب لأحمد بن زريق يرثي عمه شكر بن أبي المجد وكانت وفاته في سنة تسعين وأربعمائة:
ما لِذا الدهر صَرْفُه لا يغِبُّ ... كلَّ يومٍ يروعُنا منه خَطْبُ
نَكْبَةٌ ثم نكبةٌ ثم أُخرى ... قَدْكَ رفقاً جُرحٌ وَكَلْمٌ وَنَدْبُ
أَأَبا طاهرٍ نَعِيُّكَ أذكى ... لهباً في جوانحي ليس يَخْبُو
أنت من أُسرةٍ لهم قصبُ ال ... سَّبْقِ إلى الفضل، والكواكب صَحْبُ
أَأَبا المجدِ إنَّ نَهْيَك عمّا ... أنا منه على الغرام مُلِبُّ
لعجيبٌ مني سوى أن عليا ... كَ إلى حُسْن مَرْجِع الصبر تَصْبُو
مَسْلَكٌ نَهْجُه على الناس وَعْرٌ ... هو، إلاّ عليكَ وَحْدَكَ، صَعْبُ
ابن الدُّوَيدة
هو أبو الحسن عليّ بن أحمد بن محمد بن الدويدة.
شعراء بني الدويدة فيهم كثرة، قد أورد منهم الباخَرْزي في دُمية القصر جماعة، فمن جملتهم أحمد أبو هذا، ومنهم محمد جده كان في زمان أبي العلاء. وهذا علي هو أقربهم عصرا، فقد أنشدني القاضي أبو اليسر الكاتب له من قصيدة يرثي عم أبيه أبا مسلم وادعاً:
يَدَ البين واصلَكِ القاطِعُ ... وعاجلَكِ الأجلُ الرائعُ
ومنها:
أبت ما يحطّ العلى منك ما ... أباه أبو مسلمٍ وادعُ
فتىً تجتليه لِحاظُ الرجاء ... كما يُجْتَلى القمرُ الطالِعُ
وله يمدح أبا المجد أخاه:
يا أبا المجد يا محمدُ يا ابن ال ... مُفْضِلينَ الذين شادوا الفخارا
يا شريفَ المَقال والفِعلِ أَسْعَدْ ... تَ بذَيْنِ الأسماعَ والأبصارا
وحيث ذكرنا بني الدويدة فلنورِدْ من شعرهم نُبَذا، ولنور من زناد فضلهم جذا، وكانوا ثلاثة أخوة شعراء أحدهم علي، والآخر محمد، والآخر عبد الله الملقب بالقلق.
ووالدهم:
[أبو الحسين أحمد بن محمد بن الدويدة]
وكان في عصر بني صالح، وهذا البيتان له، وأوردتهما في موضع آخر لغيره على حسب الراوي:
كنتُ أستعمل السّواد من الأم ... شاط، والشَّعرُ في سواد الدياجي