صحيحةُ الشكْلِ ولكنَّها ... مكسورةُ الأَبْعاضِ مَضْروبَهْ
أظهرتُها جَهْدي وأَخْفَيْتُها ... فهيَ مع الهتكةِ مَحْجُوبَهْ
وأنشدني أيضاً قال: أنشدني القاضي العثماني، قال: أنشدني الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد اللخمي، قال: أنشدني أبو القاسم بن مجبر لنفسه ملغزاً أيضاً:
أُحْجِيَةٌ شأْنُها عجيبٌ ... يَفْهَمُها كلُّ ذي قَرِيحَهْ
ما ذاتُ خدٍ به سَوَادٌ ... كخدِّ نوبيَّةٍ صَرِيحَهْ
وآخرٌ أَبيَضٌ نَقِيٌّ ... يُخالُ من فِضَّةٍ صريحَهْ
محجوبةٌ تُشْتَهَى ولكِنْ ... يَمْحَضُكَ الودَّ والنصيحَهْ
قال: بمصر طيرٌ يسمى الطفل يؤكل، الواحدة طفلة.
[ابن جبر]
هو أبو محمد يحيى بن حسن بن جبر شرف الدولة من شعراء صاحب مصر.
أنشدني الفقيه أبو الفتح نصر الإسكندري، قال: أنشدني أبو الفتح نصر المصري، قال: أنشد ابن جبر وأنا أسمع:
مديحُكَ فَرْضٌ كالصلاةِ لوَقْتِها ... تُؤَدَّى، فإن فاتت فلا بُدّ أَنْ تُقْضَى
وما أَخَّرَ المملوكَ إلاّ توعُّكٌ ... أَلَمَّ به واللهُ قد عَذَرَ المَرْضَى
وقرأت له من قصيدة في مدح ابن رزيك:
ما بَ. من عزَّ إِلا البيضُ والأسلُ ... ولا اجتنى الحمدَ إلا الفارسُ البطلُ
ولا اقتنى المجدَ إلا مَنْ له هِمَمٌ ... بعيدةٌ بمحلِّ النَّجْمِ تَتَّصِلُ
كفارسِ المسلمينَ الأكملِ الملك النَّدْبِ ... الهمامِ الذي تَحْيا به الدُّوَلُ
هل كان قطُّ ابنُ زُرِّيكٍ بملحمةٍ ... إلا وكان مُلاقيه له الهَبَل
وله فيه أيضاً:
ولرُبَّ يومٍ قد تطايرَ شرُّهُ ... عنه يَخِيمُ الهِبِزِرِيُّ الأَرْوَعُ
أَطْفَا ابنُ رزِّيكٍ لهيبَ ضِرَامِه ... والبيضُ تَخْطبُ في الرءُوس فَتُسْمَعُ
وكتائبٌ للشِّرْكِ كنتَ إِزاءَها ... مُتعرِّضاً فانفضَّ ذاك المَجْمَعُ
ولكمْ صَرَعْتَ من الفرنجِ سَمَيْدَعاً ... بلقائه لكَ قِيلَ أَنْتَ سَمَيْدَعُ
[ابن شمول المقرىء أبو الحسين]
من أهل مصر. وكان الغالب عليه القرآن، وانتهت إليه رئاسة الإفراء بمصر، وهو كبير الشأن، وتوفي بعد سنة خمسمائة.
أنشدني القاضي حمزة بن علي بن عثمان، وقد وفد إلى دمشق سنة إحدى وسبعين، قال: أنشدني أبو الجيوش عساكر بن علي المقري، قال: أنشدني أبو الحسين بن شمول لنفسه:
تَبَسَّمَتْ إذْ رَأَتْني ... وشيبُ رَأْسي يَحُومُ
فقلتُ شَعْرِيَ ليلٌ ... والشيبُ فيه نجومُ
فاستضحكتْ ثم قالتْ ... كما يقولُ الظَّلومُ
يا ليتها من نجومٍ ... غَطَّتْ عليها الغُيُومُ
[ابن معبد القرشي الإسكندري]
هو أبو الحسن علي بن الحسن بن معبد، أنشدني الفقيه نصر بن عبد الرحمن الإسكندري الفزاري ببغداد سنة ستين، قال: أنشدني أبو الحسن الأديب هذا لنفسه بالإسكندرية، وكان حسن التصرف في النظم والنثر، كثير المعاني، لطيف الطبع، صحب ملوك المغرب مدة طويلة، وشعره مشهور مستجاد:
ومُهَفْهَفٍ طالَتْ ذوائبُ فَرْعِهِ ... كالليل فاضَ على الصباح المُسْفِرِ
قَصَرَ الدَّلالُ خُطاهُ فاعتلقتْ به ... لي مهجةٌ عن حُبِّهِ لم تَقْصُرِ
وَسْنانُ كُحْلُ السِّحرِ حَشْوُ جُفُونِه ... ففتورُها عن مُهجَتي لم يَفْتُرِ
مَلَكَ القلوبَ بدُرِّ سِمْطَيْ لؤْلُؤٍ ... عَذْبِ اللَّمَى في غُنْجِ طَرْفٍ أَحْوَر
وبوجنةٍ رَقَمَ الجمالُ رياضَها ... ببنفسجٍ من فوقِ وردٍ أحمر
كتبَ العذارُ على صحيفةِ خَدِّهِ ... هذا بداءَةُ حيرةِ المتحيّر
وَهَبَتْ محاسنه الكمالَ فأصبحتْ ... فِتَنَ العقولِ وَرَوْضَ عينِ المُبْصِر
قال: وأنشدني أيضاً لنفسه:
وَهَبْتُ سُلُوِّي لدينِ الصِّبا ... فصيرَّتُ مَذْهَبَهُ مَرْكَبَا