كالروضةِ المِئْناف زارتْ في الكَرى ... أَهْلَ الهوى في روضةٍ مِئْنافِ
جَرَّتْ على أفواف بُرْد بهارِها ... أَذْيَالَ بُرْدِ حريرها الأفوافِ
فتأرّجا حتى كأنَّ قسيمةً ... مرّت بذال الروضِ للمُسْتافِ
وتوفي أبو عدي بعد سنة خمسين وخمسمائة.
بنو علي بن محمد بن عبد الله بن سليمان
ابن أخي أبي العلاء
وتولّى أيضاً بمعرة النعمان القضاء. فمنهم:
[أبو مرشد سليمان]
ابن علي بن محمد بن عبد الله بن سليمان ابن عم أبي المجد جد أبي اليسر انتقل إلى شيزر بعد أخذ الفرنج المعرة وتوفي بها. له رسائل وشعر من جملته قوله وقد لزم حرف النون في كل كلمة منه، أنشدنيه أبو اليسر لابن عم جده هذا سليمان:
نَزِّهْ لسانَك عن نفاقِ مُنافقِ ... وانصحْ فإنّ الدين نصْحُ المؤمنِ
وَتَجَنَّبِ المَنَّ المُنَكِّدَ للنَّدى ... وأَعِنْ بنَيْلِكَ مَن أعانكَ وامْنُنِ
وتَناهَ عن غَبَنٍ وَغَبْنٍ واغْتنِمْ ... حسن الثناء من الأنام وأحْسِنِ
واسْتغْنِ عمّن ضَنَّ وانْأَ بجانبٍ ... عن ناكب جانٍ خَؤونٍ مُدْهِنِ
واسْتَأْنِ إنْ نَبَذَ الأناة مُعاندٌ ... ونأى بجانب شانئٍ مُتلَوّن
واقْنَ القناعةَ جُنّةً مأمونةً ... تَحْصُنْكَ مانِعةً نبالَ الألسُن
وأَنِلْ وأحسِنْ فالنباهةُ والثّنا ... وسَنا المناقب للمُنيل المُحْسن
والمَيْنُ مَنْقَصةٌ تَشينُ وإنها ... لنتيجةُ الوَهِنِ المَهينِ الهَيِّن
وانظُرْ مواطِنَ من نُسِبْتَ لنَسلِه ... من لَدْنِ نوحٍ نِظْرَة المُتَبيِّن
فلعنّ نفسك أنْ تيَقَّنَ كَوْنَها ... ممّن نَأَتْهُ مَنيّةٌ عن مَوْطِن
فتُنيبُ مُحسِنةَ الإنابة والثنا ... وتَجُنّ نِيّةَ ناسِكٍ مُتدَيِّن
والناسُ منذ تكوّنتْ دُنياهمُ ... يَمْضُون بَيْنَ مُؤَبَّنٍ ومُؤَبِّن
وكأنّ مدفوناً ينادي دافِناً ... بلسان مُنْطَلِق الإبانةِ مُعْلِن
إنّ المنايا قدَّمَتْنا فانتظرْ ... نَبَأَ المَنيّةِ بعدنا وَتَيَقَّن
مِحَنُ النفوسِ نصائحٌ منبوذةٌ ... ومن العناء نصيحةُ المُتحيِّن
ابن أخيه
أبو سهل عبد الرحمن
ابن مدرك بن علي بن محمد بن عبد الله بن سليمان مولده ومنشؤه بشيزر وحماة، وتوفي في الزلزلة التي كانت بحماة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة. ومن شعره قوله، أنشدنيه أبو اليسر:
جرحتُ بلحظيَ خدّ الحبيب ... فما طالَبَ المُقلةَ الفاعِلَه
ولكنه اقْتصّ من مُهجَتي ... كذاك الدِّياتُ على العاقله
وقوله:
رضيتُ به مولى على كُرْهِ فِعلِه ... وإن كان لا يرضى بكونيَ عَبْدَهُ
وملَّكْتُه قلبي لأحفظ ودَّه ... فخان ولم يحفظ لقلبيَ عَهْدَهُ
سأصبرُ حتى يحكمَ اللهُ بيننا ... ويُنجز من مستعمِل الصبر وَعْدَهُ
وأنشدني له جمال الدين أبو علي بن رواحة الفقيه الشاعر:
بالله يا صاحبَ الوجه الذي اجتمعتْ ... فيه المحاسنُ فاستولى على المُهَجِ
كيف التخلُّصُ من جفنيْك إنهما ... حَتفٌ لكلّ خَلِيٍّ في الهوى وَشَجِ
خُذني إليك فإن لم ترض بي صَلَفَاً ... فاطرُدْ بيَ العينَ عن ذا المنظرِ البَهِجِ
وقوله:
ولمّا سألتُ القلبَ صَبْرَاً عن الهوى ... وطالبته بالصدقِ وهو يَروغُ
تيقَّنْتُ منه أنه غيرُ صابرٍ ... وأنّ سُلُوّاً عنه ليس يَسوغُ
فإن قال لا أسلوه قلتُ صدقتَني ... وإن قال أسلو عنه قلت: دروغُ
أخوه:
أبو المعالي صاعد
ابن مدرك بن علي بن محمد بن عبد الله بن سليمان مولده ومنشؤه بشيزر وحماة، وتوفي بمعرة النعمان، ومن شعره ما أنشدنيه القاضي أبو اليسر قوله: