للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذكره عضد الدين مرهف بن أسامة بن منقذ فقال: هو شاعر بمصر، وله في ابن بري النحوي:

صَيَّرَ اللَّهُ ليلةَ الهجرِ وَجْهاً ... لابنِ بَرِّي وليلةَ الوصلِ قدَّا

ذو حديثٍ يُطْفِي جهنَّمَ بَرْداً ... ومُحَيّاً كالقرد قُرْباً وبُعْدَا

[الشريف الوبر]

من أهل العصر، الموجودين بمصر، أنشدني ابن المقلع له:

لا يُحْوِجَنِّي سوءُ ما قَدْ أَرَى ... أَقْصِدُ فيكمْ غيرَ منهاجي

إِنْ لمْ أَقُلْ شعراً فإني امرؤٌ ... أَحْفَظُ ما قد قاله الهاجي

[رجل سنبسي من بدو مصر]

في هذا العصر، من نواحي البحيرة بالإسكندرية.

حضرت عند القاضي الفاضل للهناء بالعيد، ونحن في المعسكر الملكي الناصري والمنصور السعيد مخيمون تحت حصن أبي قبيس على مقابلة عسكر الموصل منتظرون ما ينجزه الله لنا من موعد النصر المستقبل، فجرى حديث البدو في زماننا، وأنه قد فسدت ألسنتهم، وظهرت لكنتهم، وقلت فصاحتهم، حتى لا يسمح منهم خاطر، ولا يسمع شاعر ماهر، فقال القاضي الفاضل: تنتقض هذه القاعدة برجل سنبسي من أهل البحيرة، سمعت له بيتين لو نسبا إلى مجنون بني عامر لحصلت العقول منهما بالحيرة، ولم يحضر الحضر فيهما بغير الغيرة، وهما:

أَقولُ لحرَّاثَيْ بُرَاقٍ تَنَحَّيا ... عن الدار لا يَخْفَى عليَّ رُسُومُها

أَيا دارَ مَنْ لو تُشْتَرَى منه نظرةٌ ... شرينا وغالينا على من يَسوُمُها

وسألته عن اسمه فما عرفه، لكنه أثنى عليه ووصفه.

اللبيب واصف الملك أبو الحسن علي بن الحسين

ابن الدباغ المصري

كان من أهل عصرنا، مولده بالإسكندرية مضى إلى اليمن، فركب البحر فانكسر لوحٌ من المركب تحته، فوقع، فتعلق الحبل في عنقه، فمات في البحر عتيقاً لا غريقاً. ومن سائر شعره.

يا ربِّ إنْ قَدَّرْتَهُ لِمُقَبِّلٍ ... غيري، فللأَقداحِ أو للأَكْؤُسِ

وإذا قضيتَ لنا بعينِ مُرَاقِبٍ ... في السرِّ فَلْتَكُ من عيونِ النرجسِ

وله من قصيدة:

غرامي فيكَ والكَلَفُ ... كحسنكَ فوق ما أَصِفُ

وحمل إلي الأسعد بن الخطير بن مماتي قصائد من شعر المذكور بخطه، في والده وجده، فمن ذلك قصيدة:

مُسْتَفَاضٌ من معجزاتِ الشَّمُولِ ... أَنها تُظْهِرُ الضُّحَى في الأَصيلِ

فأروني كيف المساءُ أسيرٌ ... والأَسَى في سلاسل السلسبيل

أَيُّ مَعْنَى هُدىً ولفظِ ضلالٍ ... أن تريك الأُفُولَ غيرَ أُفُولِ

ما نُوَاسِي أَبا نُوَاسٍ عليها ... بانتقالٍ أَحْلَى من التقبيل

وَمُحَلَّى ريقٍ وغصنٍ وَريقٍ ... عاطلٍ من مشابهٍ وعُدُولِ

في فؤادي من حبِّه نارُ فرعو ... نَ وفي وجنتيه نارُ الخليل

ومنها:

قد وصفنا وصفَ الرياض الزواهي ... خَدَّه والوشاحَ وصْفَ الطلول

وأردنا وَصْفَ الخطير المُرَجَّى ... فَعَجَزْنَا له عن التمثيل

ومنها:

جعلَ اللهُ من يراضِعُهُ المَذْ ... قَ لأَيْدي الخطوبِ كالمنديل

كَلِفٌ أَنْ يَرى جريرَ القوافي ... أبداً يَنْثَنِي جريرَ الذيول

كاد أن ينعتَ التبسمُ منه ... مُلْتَقى المالِ واللُّهَا بالعويل

ومُواليه بالمصونِ المُوَقَّى ... ومُعَادي عُلاَهُ بالمَبْذُولِ

وله من قصيدة فيه:

كم لكفَّيْكَ يا خطيرَ المعالي ... عند عافيكَ من خطيرِ نوالِ

كلما فُصِّلَ المديحُ عليهِ ... صحَّ تفضيلُهُ على الإجمالِ

وإِذا رامه الزمانُ بحرْفٍ ... نَصَرَتْهُ روائِدُ الإِقبال

كنت تُوليهِ بالجبلّةِ والعا ... دةِ لولا مُحَرِّ من سؤال

لستُ أَدري من السرور على ما ... صحَّ عندي من قدرك المتعالي

أَنُهنِّي ليثَ الشَّرَى بعرينٍ ... أن نُهنِّي العرينَ بالرئْبَالِ

وله في العذار:

<<  <  ج: ص:  >  >>